دخلت الخطة الأمنية الخاصة بعيد الأضحى حيز التنفيذ في العراق، فيما شهدت خمس محافظات سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة أسفرت عن مقتل وإصابة اكثر من 84 شخصاً بين قتيل وجريح. وأكد الناطق باسم غرفة العمليات في بغداد سعد معن في تصريح إلى «الحياة» أن «العزم على تطبيق خطة تتضمن نشر قطعات عسكرية وأخرى مدنية (استخبارات) مع إسناد جوي في مختلف مناطق العاصمة لتلافي وقوع اي اعتداء إرهابي يستهدف المواطنين او القوات الأمنية». وأوضح ان «الخطة تعتمد انتشاراً كثيفاً لقوات الأمن في محيط دور العبادة والطرق المؤدية اليها لتوفير الحماية للمصلين اثناء تأديتهم صلاة العيد فضلاً عن تأمين الطرق المؤدية الى المناطق الترفيهية والسياحية». وطالب معن «المواطنين بضرورة التحلي بالوعي الكافي لإفشال أي محاولة لتعكير اجواء العيد، ورصد اي حالة غير طبيعية او اي مجموعة تمارس أعمالاً مشبوهة وإخبار الجهات الأمنية بسرعة». الى ذلك شهدت خمس محافظات ذات غالبية شيعية سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات وأحزمة ناسفة اسفرت عن مقتل 20 وإصابة 64 في حصيلة أولية. وتوزعت التفجيرات على محافظات واسط وبابل والديوانية والبصرة وقضاء المحمودية، ومحافظة صلاح الدين. وأِكد مصدر في قيادة عمليات الفرات الأوسط ل «الحياة» ان «التفجيرات التي ضربت المحافظات الجنوبية جاءت رد فعل على العمليات الأمنية التي تشهدها بعض أوكار تمركز الجماعات المسلحة ونقاطها التي أسفرت عن اعتقال عشرات المطلوبين». وأضاف أن «اليد التي دبرت تفجيرات الأحد ونفذتها ليست عراقية، فهناك من يغدق الأموال ويؤمن التجهيزات الفنية واللوجستية اللازمة لتنفيذ الأعمال الإجرامية بهدف اثارة الفوضى وإعادة الحرب الطائفية من جديد». ولفت المصدر الى ان «خططاً جديدة ستنفذها قيادة عمليات بغداد تشبه الى حد كبير الإجراءات المتبعة في مناطق إقليم كردستان ومحافظاته في استقبال الوافدين لإحباط كل المخططات الإجرامية وإفشالها». إلى ذلك، اكد رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية المقرب من رئيس الحكومة نوي المالكي أن «العملية الأمنية هي جزء من مواجهة الإرهاب ولن تتوقف عند محافظة معينة». وقال النائب حسن السنيد إن خريطة عملية «ثأر الشهداء شاسعة جداً تشمل كل المناطق التي يحتمي فيها الإرهاب ويحاول ان ينطلق منها». وفي تفاصيل الهجمات والتفجيرات أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلاً عن ضابط في الشرطة ان «أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 15 في انفجار سيارة مفخخة عند مرأب داخلي وسط الكوت». وفي المحمودية (30 كلم جنوب بغداد)، قال مصدر في وزارة الداخلية ان «شخصاً قتل وأصيب تسعة في انفجار سيارة مفخخة عند محطة وقود». كما انفجرت سيارتان مفخختان وسط مدينة الديوانية (160 كلم جنوب بغداد) ما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا، على ما قال ضابط رفيع المستوى في الشرطة. وأوضح ان «السيارة الأولى انفجرت في شارع الزيتون ثم انفجرت الثانية في حي الإسكان على مسافة قريبة من مجمع للمدارس». ولفت الطبيب عدنان تركي، مدير دائرة الصحة في المحافظة إلى مقتل شخص وإصابة 13 آخرين ، مشيراً إلى أن اثنين من الجرحى في حالة خطرة. كما أصيب عشرون شخصاً على الأقل في انفجار سيارتين مفخختين على التوالي وسط الحلة (100 كلم جنوب بغداد). وفي قضاء الرميثة، إلى الشمال من مدينة السماوة (350 كلم جنوب بغداد)، قال ضابط في الشرطة برتبة عميد أن «شخصين قتلا وأصيب ثمانية آخرون على الأقل بجروح في انفجار سيارتين مفخختين». وفي البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، قال جبار الساعدي، عضو اللجنة الأمنية في المحافظة، أن «17 شخصاً أصيبوا في انفجار سيارتين مفخختين في منطقة جنينه». وفي هجوم آخر، قتل احد المشيعين وأصيب آخران جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكب تشييع ضحايا انفجار السبت في سامراء، على ما أفادت مصادر أمنية وطبية. ومساء السبت قتل 15 شخصاً معظمهم من النساء وأصيب 43 في انفجار سيارة مفخخة وسط سوق شعبية في سامراء (110 كلم شمال بغداد). ومنذ بداية الشهر الجاري، قتل نحو 280 شخصاً.