شيعت بلدة عرسال أمس، وسط حال من الهدوء المشوب بالقلق، كلاً من عمر الأطرش وسامر الحجيري اللذين قتلا فجر أول من أمس في منطقة نعمات على الحدود اللبنانية - السورية، فيما أفيد عن نجاة سامح بريدي الذي كان برفقتهما، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية. وعلمت «الحياة» من مصادر في عرسال، أن الأطرش «قُتل بصاروخ موجّه استهدف سيارته في جرود البلدة»، لافتةً إلى أن «العملية تتطلب خبرة تقنية عالية ونفذت بدقة كبيرة». وأوضحت المصادر أن طريقة القتل جرت عبر لصق شريحة على السيارة أو وضعها في داخلها تبين موقعها في شكل مستمر، ما يسمح باستهدافها بصاروخ موجه في أي وقت. وكانت الروايات تعددت في شأن الظروف التي قتل فيها عمر الأطرش مع أحد مرافقيه وإصابة شخص ثالثٍ كان معهما. وتحدّثت المعلومات الأولية وفق مصادر مقربة من الأطرش، عن «عبوة ناسفة مزروعة داخل سيارة الأطرش وانفجرت بينما كانت تسير في منطقة نعمات الواقعة بين جرود عرسال ومنطقة القصير على مقربة من جوسيه، وأدت إلى مقتله إلى جانب كل من سامر الحجيري وسامح بريدي». لكن هذه الرواية لم تلبث أن انتفت، إذ تبين أن بريدي بخير. وأفادت معلومات أخرى أوردتها قناة «الجديد» أن سيارة الأطرش استهدفت بصاروخ أو قذيفة فيما كانت متوقفة بسبب حجارة على الطريق المذكورة، وكان أحد مرافقيه يعمل على إزاحتها، ما أدى إلى مقتل الأطرش والحجيري على الفور. وكانت «الوكالة الوطنية» تحدثت عن مقتل الأطرش وسامر الحجيري ومرافقهما في مكمن. وأكدت قناة «المنار» سقوط الأطرش «بصاروخ استهدف سيارته ومقتل من كان برفقته في السيارة من بينهم مرافقه سامر الحجيري الذي نقل إلى مستوصف مصطفى الحجيري الملقب ب «أبو طاقية» في عرسال، وآخر من آل البريدي». وكان اسم عمر الأطرش ورد في بيان لوزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن في 16 آب (أغسطس) الماضي، حين اتهمه بتنفيذ عمليات إرهابية وتحضير سيارات مفخخة والمشاركة بقتل عدد من العسكريين على حاجز للجيش، وأربعة أشخاص في وادي رافق (اثنان منهم من آل جعفر وواحد من آل أمهز وآخر تركي الجنسية)، والمشاركة في إعداد عبوتين ناسفتين وتفجيرهما على طريق الهرمل، والمشاركة في تجهيز عدد من السيارات المفخخة لتفجيرها في ضاحية بيروت الجنوبية وغيرها من المناطق اللبنانية. كانت بلدية عرسال أول من اتهم الأطرش في أواخر شهر حزيران (يونيو) الماضي، إلى جانب مجموعة تضم أيضاً أحد أقربائه سامي الأطرش، بأنه وراء عمليات أمنية عدة، من بينها خطف المواطنَين كريكور ويوسف المقداد، والمشاركة في حادثة وادي رافق، والهجوم على حاجز للجيش اللبناني. من جهة اخرى، عقد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم اجتماعاً مع بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي في البلمند أمس، أطلعه فيه على آخر الاتصالات الجارية بشأن إطلاق سراح المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم. وجدد التأكيد أن «الأمور تتجه نحو الحلحلة في المدى القريب بشأن ملف مخطوفي أعزاز».