عزز الجيش اللبناني أمس تمركزه في محيط بلدة عرسال، فأحكم الطوق على كل الجهات والمنافذ المؤدية من البلدة وإليها وإلى الجبل، وسط إجراءات مشددة قام بها اللواءان السادس والمجوقل. وأقفلت الطرق الرئيسية والفرعية بما فيها طرق التهريب الجردية على السلسلة الشرقية، فأقيمت عليها الحواجز المعززة بالآليات والعسكريين في وادي «حميد»، «وادي الحصن»، «المصيدة»، «وادي رعيان» و «وادي عطا»، فيما أبقت وحدات قوى الامن الداخلي مواقعها في حال جاهزية تامة عند أطراف البلدة حيث تقوم بإجراءات أمنية مشددة وتفتيش دقيق. وزار وفد من «هيئة العلماء المسلمين» أمس عرسال، وعقد اجتماعاً شارك فيه رئيس البلدية علي الحجيري. ودعا في بيان تلاه عضو الهيئة الشيخ سالم الرافعي إلى «الحكمة وتحمل المسؤولية في ما جرى وما قد يجري»، معزين «أهلنا في عرسال وقيادة الجيش اللبناني سائلين الله أن يجعل هذه الدماء سبباً لوأد الفتن لا سبباً لها». وطالبت الهيئة ب «لجنة تحقيق تكشف ملابسات ما جرى»، داعية الجيش إلى «رفع الحصار العسكري والمداهمات الموسعة لأنها تزيد الاحتقان». كما دانت «العملية الملتبسة التي أدت إلى استشهاد الأخ خالد حميد من أهالي عرسال أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة حيث أمطر بوابل من النيران وخطفت جثته ولولا أن سخر الله أهل الحمية لما اكتشفت الجريمة». وسألت عن «التزامن المريب بين إخفاء جثث بعض القتلى المدنيين وبين تشييع عدد من القتلى في مناطق معروفة تحت عنوان مهمة جهادية»، وطالبت بالإفراج عن عضو الهيئة الشيخ يحيى الحجيري والمعتقلين ونبهت من فبركة التهم والمساس بالمواطنين الأبرياء. ورداً على سؤال، أعاد الحجيري التأكيد أن العسكريين كانوا بلباس مدني، نافياً أن يكونوا قتلوا في مبنى البلدية. وقال: «الناس لم تكن تعرف أنهم عسكريون، ولو كانت تعلم ما كان هذا العمل ليحصل. لم يكن أي منهم يرتدي بزة عسكرية». في المقابل، بثت محطة «أل بي سي» لقطات فيديو قالت إنها التقطت في مبنى البلدية. ويظهر في الصور عدد من العسكريين بينهم الشهيدان بيار بشعلاني وإبراهيم زهرمان وآخرون يرتدون البزة العسكرية، مضرجين بالدماء وعلى بعضهم آثار كدمات ووحول. وفي صور أخرى تظهر آلية ال «هامفي» العسكرية أمام مبنى البلدية محاصرة بمئات الشبان من أهالي عرسال.