لإعطاء صورة عامة عن حلبة المنافسة الدولية في مجال السيارات التي تسير بالطاقة النظيفة، يجب تذكّر المعلومات الأساسية الآتية: الولاياتالمتحدة: تدعم بحوث تطوير بطاريات كهربائية بمبلغ يصل إلى بليوني دولار (1,4 بليون يورو). ووعدت الحكومة شركات إنتاج السيارات بالحصول على 25 بليون دولار لإعادة تجهيز مصانع إنتاجها لهذه الغاية. وتقدم الدولة دعماً لكل من يشتري سيارة كهربائية قيمته 5800 دولار تخصم من ضرائبه العامة. اليابان: منذ 2006 تخصّص الدولة اليابانية 200 مليون يورو سنوياً للاستثمار في بحوث تطوير بطارية كهرباء لتسيير السيارة في شكل كامل. وتحوز الشركات اليابانية قصب السبق في إنتاج محركات «هايبرد» التي تنتشر تدريجاً في الأسواق. وكذلك تعي ضرورة تطوير تكنولوجيتها للحفاظ على طليعيتها في عالم إنتاج السيارات الأكثر ملاءمة للبيئة. وتقدم الدولة لكل مشتر من هذه السيارات علاوة يصل حدّها الأقصى إلى 10 آلاف يورو. الصين: على رغم أن الصين جديدة في حلبة إنتاج السيارات، خصّصت الدولة أخيراً بليون يورو لبرنامج بحوث تطوير بطاريات كهربائية تعمل فترة طويلة. وخصّصت بليوني يورو لدعم 13 مشروع اختبار لإنتاج 10 آلاف مركبة تعمل بطاقة الكهرباء حتى 2011. تقدم الدولة دعماًَ لكل شار هذه السيارات بقيمة خمسة آلاف يورو تقريباً. بريطانيا: يحصل الشارون للسيارات الصديقة للبيئة على دعم يتراوح بين 2200 و5600 يورو. فرنسا: خصّصت الحكومة الفرنسية للسنوات الأربع المقبلة 400 مليون يورو لدعم برامج تطوير البطاريات الكهربائية. ويصل دعمها للشاري إلى خمسة آلاف يورو. ولم تقرر ألمانيا ما إذا كانت ستدفع علاوة حكومية لتشجيع شراء السيارات البيئية، لكن بعض المصادر المطلعة تقول ان هذا الأمر سيُحسم عندما يبدأ إنتاج هذه السيارات. وتعقيباً على الخطة الحكوميه الطموحة، أعلن فرنر شنابّآوف الأمين العام لاتحاد الصناعة الألمانية أن قطاعه يدعم فكرة التسيير الكهربائي للسيارات ويعتبرها فكرة واقعية وطموحة. وأشار إلى أن تعاون الحكومة مع القطاع الخاص سيمكَّن ألمانيا من قيادة الأسواق العالمية في مسألة «التسيير الكهربائي». وحضّ الحكومة على توسيع البنى التحتية لإدخال التسيير الكهربائي في الحياة اليومية، إضافة إلى تقديم التشجيع المالي لإدخال سيارات الكهرباء إلى الأسواق سريعاً. ولاحظ أن شركات ألمانية عدة تقف حالياً على رأس صناعات دولية مثل السيارات ومعامل الكهرباء والكيماويات وتقنيات الاتصال والمعلومات. وتوقّع أن يقدّم معرض فرانكفورت الدولي للسيارات (من 17 إلى 27 الجاري) نماذج من سيارات كهربائية قد تُحدث صدى مميّزاً. ومن هذه السيارات «سمارت» ل «مرسيدس»، و «ميني» ل «بي إم دبليو»، و «إي مييف» ل «ميتسوبيشي». ويبقى أنها مجرد نماذج. ولن تدخل عملية الإنتاج التجاري حالياً لأنها تخضع إلى التجارب لجمع المعلومات حول بطارياتها، كما حول البنى التحتية التي تتطلبها هذه السيارات ومعرفة الحاجات الجديدة للمستهلكين. ومقابل المتفائلين يعمّ أيضاً تشاؤم في القدرة على إنتاج بطاريات «ناضجة وتجارية» عام 2015. لكن التحدي الدولي الذي أطلقته ألمانيا سيسعر المنافسة الدولية بين مختلف شركات السيارات الرئيسة كما بين العلماء، خلال السنوات المقبلة. وإذا لم يفز الألمان بالتحدي، فقد يحصده اليابانيون أو الأميركيون أو غيرهم فيحصل الاختراق المنتظر.