رفض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي «المزايدة السياسية بمعاناة الجنوب». وأسفرت جهوده أمس عن إقناع «الحراك الجنوبي» وجماعة الحوثي بتعليق مقاطعة الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني في ثالث أيامها، فيما تقرر إرجاء المناقشات حول قضايا الحوار الشائكة وفي مقدمها عدد أقاليم الدولة المرتقبة والعدالة الانتقالية إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى. وحضر هادي استعراضاً عسكرياً لخريجي الكليات الحربية أقيم أمس داخل معسكر قوات الأمن الخاصة في صنعاء لمناسبة احتفال بلاده باليوبيل الذهبي لثورة «14 أكتوبر» ضد الاحتلال البريطاني وسط إجراءات أمنية مشددة، كما التقى عدداً من ممثلي «الحراك الجنوبي» في القصر الرئاسي لإقناعهم بحضور جلسته الختامية. وطلب هادي من ممثلي «الحراك» التحلي بالمسؤولية الوطنية معترفاً بواقعية «القضية الجنوبية» لكنه رفض المزايدة بمعاناة الجنوب وقال: «لا نريد من أحد أن يزايد بمعاناة أبناء الجنوب فنحن قد عملنا على إيجاد أرضية مناسبة للحلول والمخارج للقضية الجنوبية»، مؤكداً أن المرحلة التي يعيشها اليمن «دقيقة وحساسة وينبغي تفويت الفرصة على من يتربص بالوطن». وأضاف: «يجب استغلال هذه اللحظات التاريخية التي ربما لن تتكرر طالما الحلول ممكنة تحت سقف الحوار الوطني والوصول إلى الدولة المدنية الحديثة المبنية على الشراكة في السلطة والثروة وبعيداً عن الإقصاء والتهميش». وكشف القيادي في «الحراك الجنوبي» محمد علي أحمد عن اتفاق مع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار لاستئناف الجلسة الختامية بحضور «الحراك» والحوثيين «شريطة أن يتم استعراض التقارير فقط من دون التصويت عليها فيما تعود اللجان لمواصلة جلسات أعمالها لمناقشة القضايا التي لم يتم التوافق عليها». واعتبر أحمد في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر الحوار في صنعاء الاتفاق حلاً وسطاً «جاء لتجنيب إحراج الرئيس هادي الذي دعا إلى انعقاد الجلسة الختامية»، مجدداً تمسك «الحراك» بالفيديرالية الاتحادية من إقليمين شمالي وجنوبي باعتباره الخيار الأمثل، كما هدد ب «ثورة جديدة تعود إلى الميادين» في حال لم يتم تنفيذ ذلك، متهماً من وصفهم ب «لصوص النفط والثورة» بالسعي «لإفشال الحوار ودعم تنظيم «القاعدة». وفي حين تواصلت أعمال «الجلسة الختامية للحوار في ثالث أيامها برئاسة نائب رئيس مؤتمر الحوار الأمين العام للحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان بعد موافقة ممثلي «الحراك» والحوثيين، استعرض المتحاورون أولى تقارير وتوصيات مؤتمرهم التي أنجزها فريق «استقلالية الهيئات والقضايا الوطنية الخاصة». وأكد نعمان الذي يدعم مع حزبه مطلب «الحراك الجنوبي» بتقسيم اليمن إلى إقليمين، أن عمل مؤتمر الحوار «قائم على التوافق ولم يقم على أساس استعراض العضلات من قبل أي مكون من المكونات». وقال: «جئنا إلى هنا بناء على التوافق السياسي الوطني، وفي سياق التوافق ستنشأ اختلافات وتباينات لكن يجب أن تحل داخل إطار المؤتمر». وفي الجانب الأمني اغتال مسلحان مجهولان يعتقد أنهما من عناصر تنظيم «القاعدة» أمس ضابطاً في الاستخبارات في مدينة المكلا (كبرى مدن حضرموت) وقال مصدر أمني ل «الحياة»: «إن المسلحين أطلقا النار على ضابط في جهاز الأمن السياسي يدعى عبدالله التميمي أثناء وجوده أمام أحد مستشفيات المدينة ما أدى إلى مقتله على الفور وفرارهما على متن دراجة نارية».