غداة إعلان فوز الرئيس إلهام علييف بفترة رئاسية ثالثة، تصاعدت الأصوات المنددة والمشككة بتلك النتيجة، إذ صرح مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس، أن الانتخابات شابتها عيوب جسيمة ولم تحقق التزامات البلاد بإجراء انتخابات حقيقية وديموقراطية. وأشار المراقبون إلى أن الانتخابات التي أجريت أول من أمس، «قوضتها قيود على حرية التعبير والتجمع ومزاعم بترويع مرشحين وناخبين». من جهة أخرى، قالت المعارضة في أذربيجان أمس، إنها ستطعن بفوز علييف، مشيرةً إلى أن الانتخابات شهدت تلاعباً بالأصوات وأن الشرطة تدخلت فيها. وقال مرشح المعارضة للرئاسة جميل حسنلي للصحافيين: «سنذهب إلى المحكمة الدستورية وسنطلب إلغاء نتيجة الانتخابات». وأضاف: «جمعنا أمثلة عدة على انتهاكات في التصويت. صناديق اقتراع حُشيت وسُجلت حالات لإدلاء ناخبين بأصواتهم أكثر من مرة وتدخل للشرطة في العملية الانتخابية». في حين أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات في أذربيجان أنها لم تتلق أي شكاوى حول انتهاكات. وتوحدت المعارضة الممزقة في أذربيجان للمرة الأولى في انتخابات رئاسية خلف حسنلي (61 سنة) وهو نائب سابق ومستشار للرئيس الأسبق أبو الفاز الشيبي الذي تولى الرئاسة لمدة سنة واحدة بين عامي 1992 و1993. في المقابل، اعتبر علييف أمس، أن إعادة انتخابه لولاية ثالثة على التوالي تمثل «انتصاراً للديموقراطية». وقال علييف في كلمة متلفزة إلى الأمة، إن «التصويت كان حراً وشفافاً يمثل خطوة مهمة في اتجاه الديموقراطية». وحصد علييف الذي يحكم هذه الجمهورية السوفياتية السابقة منذ خلافته لوالده في عام 2003 حوالي 84,6 في المئة من الأصوات بعد فرز 98 في المئة من الأصوات، بحسب آخر نتائج جزئية أعلنتها اللجنة الانتخابية المركزية. ولم ينل أبرز منافسيه المعارض حسنلي سوى 5,5 في المئة من الأصوات بحسب هذه النتائج. وبلغت نسبة المشاركة 72 في المئة من أصل 5 ملايين ناخب، وفق ما أعلنت اللجنة الانتخابية المركزية عند إقفال الصناديق. وتنافس عشرة مرشحين في تلك الانتخابات، على رغم أن أحداً لم يشكك أبداً بهوية الفائز في الاستحقاق. وكان إلهام علييف (51 سنة) خلف والده في عام 2003 ثم أُعيد انتخابه في عام 2008 لولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات، قبل أن يحصل من خلال استفتاء في عام 2009 على إلغاء تحديد عدد الولايات الرئاسية المتتالية المسموح بها، باثنتين.