دخل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المستشفى بعد أن شعر بآلام قال إنه أحس بها حين قرأ ما نشرته صحيفة متشددة نسبت إليه قوله إن المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره الأميركي باراك أوباما كانت خطأ. ونقلت صحيفة كايهان المتشددة أمس الثلاثاء عن ظريف قوله في جلسة مغلقة للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية التابعة للبرلمان إن محادثة روحاني وأوباما كانت خطأ وكذلك طول مدة اجتماع خاص بين ظريف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري. ونفى ظريف غاضباً صحة ما نسب إليه وقال إن ما نشرته الصحيفة أثر عليه صحياً. وقال الوزير الإيراني على صفحته على موقع فيسبوك في ساعة متأخرة أمس الثلاثاء "شعرت صباح اليوم بعد أن رأيت عنوان إحدى الصحف بآلام حادة في الظهر والقدمين لدرجة أني لم أستطع المشي أو الجلوس." وألغى ظريف عدة ارتباطات وقرر أن يستريح بالوزارة وأن يعقد اجتماعات مع نوابه "وهو مستريح". وكتب يقول "وحين لم يفلح الاسترخاء لما بين أربع وخمس ساعات في حل المشكلة غادرت مكتبي في الخامسة عصرا ... وذهبت إلى المستشفى. والحمد لله أظهرت الأشعة المقطعية أن المشكلة بسبب شد في الأعصاب والعضلات ويمكن حلها بالتمارين." وتابع "على أية حال تعلمت كثيرا من ذلك اليوم رغم مرارته. تعلمت أن أيا ما أريد أن أقوله .. علي أن أقوله على الملأ لأن سوق المفاسد نشطة جدا." ودون أن يذكر اسم صحيفة كايهان التي يعين خامنئي رئيس تحريرها والتي تعكس آراءه عادة قال ظريف إنه لأمر مؤسف أن تتسرب وقائع اجتماع سري في البرلمان. وأضاف "والأسوأ من هذا أن أفراداً يعتبرون أنفسهم أوصياء على أمانتي ويشيدون بها في عنوان صغير نشروا بأكبر خط ممكن اقتباساً منسوباً لي لا يتسق مع ما قلت." وزيارة ظريف القصيرة للمستشفى مؤشر على قوة وسخونة الحديث داخل إيران عن المدى الذي ينبغي ألا تتجاوزه في محاولتها إصلاح ذات البين مع الغرب ومع الولاياتالمتحدة على وجه خاص. وسيرأس ظريف وفد إيران التفاوضي في محادثات تجريها مع ست قوى عالمية كبرى في جنيف الأسبوع المقبل في أول جولة مفاوضات منذ انتخاب روحاني في حزيران/يونيو وما بعثته من آمال في إنعاش المحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني والمتعثرة منذ عشر سنوات. وكان روحاني المعتدل نسبياً وظريف الذي تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة قد قادا حملة دبلوماسية لتبديد القلق من نوايا إيران خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي. وخلال الزيارة جرى أول اتصال تليفوني بين رئيسي الولاياتالمتحدةوإيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وأيد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يعتبر من صقور إيران مفاتحات روحاني الدبلوماسية وإن قال إن بعضها لم يكن "ملائما" ربما في إشارة إلى المحادثة الهاتفية مما أتاح لمنتقدي الرئيس فرصة للنيل من مبادرته.