يعاني الكولومبي راداميل غارسيا زاراتي فالكاو قليلاً من حاجز اللغة في موسمه الأول مع موناكو، لكنه متحمّس جداً لمشروع فريق شاب وحيوي يخوض دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل. فأغلى لاعب في الدوري الفرنسي لكرة القدم (60 مليون يورو) "مؤمن جداً" بطموحات مالك النادي الروسي ديمتري ريبولوفليف، ويعتبر أن "التشكيلة الشابة عموماً هي ركيزة أساسية للمستقبل"، نافياً أن يكون إنتقل إلى صفوف فريق الإمارة من أجل المال، "فأنا مقتنع بقراري ولا أعير الإشاعات التي تطاردني إهتماماً". ولفت فالكاو إلى أن مواجهة فريقيه السابقين أف سي بورتو البرتغالي وأتلتيكو مدريد الإسباني في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري ضمن دوري الأبطال "أعطتني حافزاً لنكون أحد فرق هذه المسابقة في الموسم المقبل". يقول فالكاو أنه في طور إكتشاف كرة القدم الفرنسية، والبطولة "تنافسية وتتطلب جهداً بدنياً ويجب إجتراح الحلول لهزّ الشباك"، مستبعداً إمكان ترك فريق الإمارة في سوق الإنتقالات الشتوية مؤكداً أن "مشروعي الرياضي يمر بموناكو". وجاء كلام فالكاو إلى صحيفة "ماركا" الإسبانية عندما سئل عن إمكان انتقاله في كانون الثاني (يناير) المقبل، فأجاب "صراحة، لا أملك اي رغبة في الإنتقال. أنا سعيد جداً هنا ومشروعي الرياضي يمر بموناكو. لدي دين تجاه موناكو والناس الذين منحوني ثقتهم. إنها مسألة مبدئية بالنسبة إلى احترام القميص الذي أدافع عن ألوانه والعقد الذي يربطني بفريقي وبالتالي لم أكترث إطلاقاً إلى ما يقال في الصحف". وكانت الشائعات اشارت إلى إمكان إنتقال فالكاو إلى صفوف ريال مدريد في سوق الإنتقالات الشتوية، لكنه إعتبر أن لا صحة لهذه التقارير. وعن مسيرته "الفرنسية" يوضح فالكاو: "لأسجّل أهدافاً علي أن أكون سعيداً. وقد جهدت كثيراً لأبلغ هذا المستوى". مؤكداً أنه يستمتع بمواجهة أفضل لاعبي العالم "وهذا تحفيز بحدّ ذاته"، جازماً أنه لن يعير إهتمامه لمواجهة السويدي زلاتان إيبراهيموفيتش بقدر تركيزه على مواجهة فريقه باريس سان جرمان والفوز عليه، فضلاً عن إصراره لأن يكون على قدر التحدّي الشخصي وتجاوز ما سبق أن حققه. وفالكاو ذو القامة المتوسطة (1.78م)، متصدّر ترتيب هدافي الدوري الفرنسي ب7 أهداف، سجل برأسه 77 هدفاً بفضل حسن إرتقائه، من أصل أهدافه ال206 في مختلف المسابقات (منها 17 هدفاً في 48 مباراة مع منتحب بلاده). يلفت إلى أنه معجب بالمهاجمين ويدرس تحرّكاتهم. ويتابع: "في اليوم الذي تخف فيه وتيرة فضولي يعني أنني أتراجع". وإعتبره مدرّب بايرن ميونيخ الإسباني جوسيب غوارديولا "أفضل مهاجم في العالم"، وقد شكره فالكاو على إطرائه. عمل بنصيحة والده في سن الحادية عشرة صمم راداميل غارسيا زاراتي فالكاو على أن يصبح لاعباً مشهوراً. وكشف عن أحلامه خلال مقابلة تلفزيونية أجريت معه إثر تألقه في كأس "توتي فروتي" عام 1997 وتسجيله 52 هدفاً في 15 مباراة. يومها حصل على أول شيك نظير إحرازه لقب الهداف، قيمته 300 ألف بتروس (40 يورو)، فأبدل سريره وإشترى حذاء لكرة القدم. منذ البداية، وجهه والده غارسيا كينغ، الظهير السابق، للعب في مركز المهاجم وحضه على هذا الإختيار "لأنه مدر لمال وفير" ومنحه إسم النجم البرازيلي الشهير روبرتو فالكاو، الذي برز خصوصاً مع أنترناسيونال بورتو أليغري وأ. أس. روما والمنتخب البرازيلي (1970 – 1980). ولد راداميل (27 سنة) في سانتا مارتا شمال كولومبيا على ضفاف الكاريبي. وفي أولى سنواته، رافق والده في مرحلته الأخيرة مدافعاً في أندية فنزويلية. هناك، تذّوق طعم اللعبة وداعب الكرة وتعلّق بها. ومع عودته إلى بوغوتا برع في صفوف فرق الشباب محاطاً برعاية والده وسهره عليه لينمو وينضج ميدانياً. واللافت أن راداميل دخل عالم الإحتراف في سن الثالثة عشرة، إذ وقع على كشوف لانسيروس بوياكا (28/8/1999) ضمن الدرجة الثانية الكولومبية، وقيل حينها أن أياكس أمستردام مهتم بضمه. يتذكّر فالكاو: "كان عمري 13 سنة و3 أشهر و22 يوماً، وشغلت مركز المهاجم قبل دقائق قليلة من نهاية مباراة عام 1999، ولمست الكرة مرتين. ثم إنتظرت حتى الموسم التالي لأسجّل أول أهدافي". ويتابع: "كان نظام الدرجة الثانية يفرض على كل فريق إشراك لاعب دون ال15 سنة على الأقل دقيقة في المباراة. وصادف يومها أن من في إمكانهم اللعب مصابون فكان لا بدّ من زجي في اللقاء". بعد عام على "إحترافه"، سجل راداميل أول أهدافه مع الكبار. وشهدت مسيرته مروراً قصيراً في صفوف شباب ميلوناريوس، فريقه المفضّل في كولومبيا. وفي سن الخامسة عشرة يمم شطر الأرجنتين وسجل خمسة أهداف في الحصة التدريبية الأولى مع ريفربلايت. ويقول: "كنت مصمماً على النجاح مع فريق مشهور، وأدركت أهمية إستغلال هذه الفرصة". بدأ فالكاو مع فريق الدرجة الثامنة في النادي (وفق ترتيب الفئات العمرية)، وتسجّل في جامعة باليرمو سعياً لأن يصبح صحافياً رياضياً بعد إعتزاله. لكن سرعان ما إكتشف في السنة الأولى أنه لا يمكن التوفيق بين الدوام الجامعي ومتطلبات الإحتراف، فلم يخضع لإمتحانات نهاية العام لكنه إستمتع بتلك التجربة. غير هذا هذا الإنتقال لم يكن كله عسلاً، إذ تعرّض لإصابات عدة وعانى من واحدة في الركبة بعد قطع في الأربطة عام 2006. ثم عوّض بإحرازه لقباً عام 2008 تحت إشراف دييغو سيموني الذي عاد وإلتقاه في أتلتيكو مدريد عام 2011. لقب فالكاو ب"النمر"، وأول من أطلق عليه هذا اللقب هو غونزالو لودينو، زميله في الدرجات الدنيا في ريفربلايت، إذ قال له في غرفة تبديل الملابس بعد إحدى المباريات: "كنت مثل النمر في الملعب"، وإلتقط الصحافيون هذه الجملة وعمموها. عبر فالكاو الأطلسي إلى أف سي بورتو البرتغالي عام 2009، فحقق الألقاب وأحرز الأهداف، ثم إنتقل إلى أتلتيكو في مقابل 40 مليون يورو. ومعه حصد لقبه الثاني في "أوروبا ليغ" مسجلاً 12 هدفاً عام 2012 ورافعاً "كأس الملك" عام 2013، علماً أنه دأب على الحلول ثالثاً في ترتيب هدافي ال"ليغا" خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي والبراتغالي كريستيانو رونالدو. عام 2007، إقترن فالكاو بالمغنية الأرجنتينية لوريي داهيانا تارون. وتعوّل بلاده عليه لتأهلها للمونديال بعد غياب 16 عاماً.