حدد «حزب الله» أربعة «قواعد» لتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة، فيما اعتبر «التيار الوطني الحر» أن على الرئيس الذي سيكلف تشكيل الحكومة أن تكون «ذهنيته منفتحة كما ذهنية التيار». وتوجه الرئيس السابق للحكومة سليم الحص الى «الذين يغبطون رئيس الوزراء على صلاحياته ويصورون خطأ انها مفرطة»، بالقول: «جاءت التطورات الاخيرة والتي اودت بالشيخ سعد الحريري مرشحاً للرئاسة، لتؤكد ان منصب رئاسة الوزراء ركيك فعند اول ازمة يدفع رئيس الوزراء الثمن، ولو انه يتربع على رئاسة اكبر تكتل في مجلس النواب». وقال في تصريح باسم «منبر الوحدة الوطنية» إن «الازمة خطيرة»، مؤكداً أن «اعادة تكليف الحريري قد تكون ابسط اشكال المعالجة للازمة الناشبة، على امل ان يكون الشيخ سعد تعلم درساً من التجربة الاولى»، وأضاف: «لا ننسى ان الشيخ سعد احد ابرز الذين يمسكون بمفاتيح تحريك العصبيات الفئوية، وتحديداً المذهبية». ورأى أنه «يفترض ان تكون القيادات اللبنانية ادركت ان ازمات لبنان السياسية لها مصادر خارجية فليس صدفة ان يكون تكليف الشيخ سعد الحريري لتأليف الحكومة متزامناً وبداية الانفراج في العلاقات السورية - السعودية، وان تكون عودة التأزم السياسي في لبنان جاءت انعكاساً لعدم اكتمال عناصر التسوية بين سورية والمملكة». وتمنى أن «لا يكون لأحد من النواب مطالب خاصة من مثل التشبث بمرشح معين لمقعد معين، او ان يكون هناك نزاع على مقعد وزاري معين كوزارة الاتصالات». وأسف وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ماريو عون لان «بعد 75 يوماً من تكليف الحريري وجدنا أنفسنا أمام حائط مسدود». وقال: «سمعنا منه انه رجل عنيد، واسأل هل العناد هو المطلوب في الظروف الحالية عندما يتعلق الأمر بمصالح الوطن؟ نحن طلاب انفتاح وحوار وليس الوصول الى عمليات تحد وفراغ». وتمنى ان «يكون لنا في الأيام المقبلة رئيس مكلف جديد وأن تكون الذهنية منفتحة كذهنية «التيار الوطني الحر» لنتخطى الصعاب كافة». وطمأن أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي إبراهيم كنعان الى ان «بوجود حكومة شرعية قائمة أو حكومة تصريف أعمال يستمر عمل المرافق العامة والمشاريع والأمن الاجتماعي». وقال: «طالما أن ليس هناك خروج عن الأصول الدستورية والديموقراطية المعتمدة، فليس هناك خوف على لبنان». ورأى نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها في حفل إفطار أن «الوفاق يتطلب تنازلات مشتركة من أجل أن يحكم البلد بتعاون جميع الأفرقاء ومكونات الطوائف والأحزاب والقوى، ولا يستقيم أمر البلد في المجالات كافة إلا إذا كنا أمام حكومة وحدة وطنية تراعي التوازن القائم». وشدد على أن «القوى الوازنة في لبنان من الموالاة والمعارضة هي قوى شبه متعادلة، فلا توجد أكثرية ساحقة ولا أقلية مسحوقة». وأيد «الحوار والتنازلات المتبادلة، وحصر لعبة الأسقف المعلنة بالنقاش في داخل الغرف المغلقة بين المعنيين». وأعلن قاسم: «أننا في «حزب الله» نتحرك في تشكيل أي حكومة مقبلة ضمن أربع قواعد: الحرص على تشكيل حكومة وحدة وطنية التزاماً بالصيغة التي اتفقنا عليها، وترجمة الاتفاق بالتوافق في كامل مراحل تحديد الحقائب والأسماء وأخذ الثقة والبيان الوزاري. وان المعارضة متضامنة مع بعضها بعضاً، تدخل إلى الحكومة مجتمعة وترفض المشاركة غير المتوازنة مجتمعة، ونؤكد أن الحوار هو الطريق إلى الحل، المشفوع بالمرونة وتقديم التنازلات، وعدم رفع الأسقف، وان الحكومة ليست لإعطاء جوائز لأحد، نتيجة الانتخابات، ولا جائزة لفريق دون آخر». وقال قاسم: «اليوم استقال الرئيس المكلف، وله أن يتابع أو أن يستقيل، فهذا خياره، لكن يبدو أن هناك حاجة للمزيد من الوقت من أجل إعادة اختيار رئيس مكلف ومن أجل بعض النقاشات، أتمنى أن يستفيد الرئيس المكلف الجديد من تجربة التكليف خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ليأخذ على عاتقه هذه القواعد التي ذكرتها، عندها يمكن أن تُشكَّل حكومة الوحدة الوطنية بأقل من 48 ساعة، لأن مستوى الخلافات الموجودة لا تستحق هذه الإطالة ولا هذا الوقت».