دفع التنافس بين موردي الرز والموزعين بعض أصناف الرز إلى التراجع في السوق السعودية خلال الشهر الماضي، وانخفضت الأسعار بنسبة 10 في المئة، فيما طمأن مستوردون المستهلكين بتوافر الرز بكميات كبيرة تكفي أكثر من ستة أشهر، مع توقعات بمحصول جيد خلال الموسم الحالي. وعزا المدير العام لشركة المهيدب للأغذية أسامة البابطين التراجع في أسعار الرز إلى العروض والحملات التنشيطية التي تشهدها السلع الغذائية من فترة الى أخرى ومنها الرز، لافتاً إلى أن مخزون الرز في السوق السعودية يكفي لمدة تتجاوز ستة أشهر. وقال في حديثه ل «الحياة» إن «محصول الرز في الدول المنتجة سيكون جيداً، خصوصاً مع هطول الأمطار، ما سيسهم في استقرار الأسعار عموماً سواء لدى المنتجين أو المستوردين، وبالعكس عندما يكون هناك شح في الأمطار في تلك الدول، خصوصاً الهند المنتج الرئيس للرز فأن الأسعار سترتفع، ما سيؤثر في أسعار الرز عالمياً». وأشار إلى أن حصاد الرز في الدول المنتجة سيكون في شهري تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) المقبلين، ومن المتوقع أن يصل الرز إلى السوق المحلية في أيار (مايو) وحزيران (يونيو) من العام المقبل، مؤكداً أن وضع سوق الرز في المملكة مطمئن وليس هناك ما يقلق، خصوصاً في ظل توافر كميات كبيرة لدى المستوردين أو في السوق لدى الموزعين. من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شركة أبناء صالح عبدالعزيز بابكر، عمر بن صالح بابكر إن مخزون الرز في السوق السعودية متوافر بشكل كبير، كما أن محصول العام الحالي في الدول المنتجة جيد، خصوصاً الهند، وجميع المستوردين متفائلون، ما سيسهم في استقرار الأسعار خلال المرحلة المقبلة. ويوضح مدير المشتريات في أسواق الجزيرة محمد عبدالله أن هناك انخفاضاً في أسعار بعض أصناف الرز مثل أبو كاس بمختلف أوزانه والوليمة، وذلك بسبب التنافس بين المستوردين، كما أن هناك عروضاً وتخفيضات من الموزع الرئيس. ولفت إلى أن «بعض الموزعين يقوم بخفض وزن الكيس، ثم يُخفض السعر مثل بعض الأنواع التي تم خفض وزن الكيس من 45 كيلوغراماً إلى 40 كلغم، ثم خفض السعر». وتوقع عبدالله أن تشهد الاسعار خلال الفترة المقبلة تراجعاً بسبب توافر كميات كبيرة في السوق، ولدى المنتجين في الهند، مشيراً إلى أنه في حال حدوث ارتفاع او انخفاض في السعر يقوم المورد بإبلاغ الموزعين، وهو ما حدث حالياً مع التراجع في الأسعار الذي وصل الى 10 في المئة لبعض الأصناف. وأكد أن ثقافة المستهلك في المملكة أسهمت في استقرار وتراجع اسعار الرز في السوق، بسبب اتجاه الكثير من المستهلكين إلى بدائل أخرى وإلى أنواع أرخص من الرز بدلاً من الاعتماد على الأصناف الغالية ذات الجودة العالية والتي كانت مطلوبة في الماضي، نافياً أن يكون هناك طلب كبير على الرز من المستهلكين. وتوقع أن تشهد أسعار الرز ثباتاً خلال المرحلة المقبلة، ومن المرجح أن تتراجع في حال توافر المنتج بكميات كبيرة في البلدان المنتجة مثل الهند وباكستان وغيرهما. من جهته، أبدى المواطن فهد القحطاني تخوفاً من المرحلة المقبلة بالنسبة للأسعار عموماً وأسعار الرز خصوصاً، بسبب التضخم الذي واصل ارتفاعه وسجل الشهر الماضي 5.4 في المئة، إضافة إلى أن الكميات الجديدة التي ستصل إلى المملكة لن تحصل على دعم حكومي، وبالتالي من الممكن ارتفاع أسعاره. وتشير المصادر إلى أن السعودية تستهلك أكثر من 800 ألف طن سنوياً تمثل 4.3 في المئة من الاستهلاك العالمي، وتبلغ قيمتها نحو 3.5 بليون ريال. وأشار تقرير صادر لوزارة التخطيط في وقت سابق الى أن متوسط استهلاك الفرد السعودي من الرز يبلغ 43 كيلوغراماً، ويبلغ عدد الموردين في المملكة نحو 180 مورداً، إلا أن ثلاث شركات كبيرة تستحوذ على 80 في المئة من حجم السوق.