تعهد مرشح لبنان الرسمي لمنصب المدير العام لمنظمة «يونيسكو» البروفسور جوزيف مايلا، العمل في حال توليه المنصب على إنعاش المنظمة وضمان انفتاحها على الخارج لإنقاذها من الموت البطيء الذي يهددها. وحدد خلال مؤتمر صحافي عقده في دار المندوب الدائم للبنان لدى «يونيسكو» السفير خليل كرم التوجهات التي يعتزم اعتمادها ليعيد إلى المنظمة مكانتها ودورها وإزالة الترهل الذي بات يطغى على أدائها ويقلص فعاليتها في المجالات التي تندرج في صلب اهتماماتها وعلى رأسها التربية والثقافة وخدمة السلام. ورأى أن الصعاب التي تواجهها المنظمة ليست مالية فحسب، إنما تعود أيضاً إلى الجمود الذي حكم عملها وحال دون مواكبتها التحديات التي تطرحها العولمة. ولفت إلى أن تراجع أداء المنظمة على المستويات الفكري والثقافي والمهني رافقه تراجع في أسلوب إدارتها، مشيراً إلى أن هذا ما توقف عنده ديوان المحاسبة الفرنسي مستغرباً أن يذهب 70 في المئة من موازنة المنظمة لنفقات تشغيلها، في حين أن حصة البرامج التي تمولها لا تتجاوز 25 في المئة من الموازنة. وبهذا الطرح الذي يمثل رؤيته للأسس التي بنى عليها ترشَّحه وسيعرضها على المجلس التنفيذي للمنظمة الذي يجتمع من 30 أيلول (سبتمبر) إلى 11 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وضع مايلا إصبعه على مكمن الخلل الذي تعانيه هذه المنظمة الدولية. ويتنافس الأكاديمي اللبناني صاحب الباع الطويلة في الحوار بين الثقافات والأديان مع المديرة العامة الحالية للمنظمة إرينا بوكوفا (بلغارية) ومرشح جيبوتي رشاد فرح. ويفترض أن يحصل المرشح على أصوات 30 عضواً من أصل 58 يشكلون المجلس التنفيذي للمنظمة. وسبق لجامعة الدول العربية أن أعلنت دعمها فرح. أما بوكوفا فتحظى بتأييد أوروبا وعدد من الدول العربية نتيجة الدور الذي لعبته على صعيد انضمام فلسطين إلى «يونيسكو»، ما يجعل مايلا أمام معركة قاسية. لكنه لفت إلى أن التأييد الذي حصل عليه كل من فرح وبوكوفا لا يعني أن المعركة محسومة وأن ترشّحه أعاد خلط الأوراق.