أعلنت حركة «تمرد» التي لعبت دوراً رئيساً في إسقاط الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أنها ستتظاهر الأحد «للاحتفال» بالذكرى الأربعين لحرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973 ودعت إلى «الاحتشاد في الميادين الرئيسة»، فيما تكثف جماعة «الإخوان المسلمين» تحركاتها للحشد في اليوم نفسه تحت شعار «الشعب يريد إسقاط الانقلاب». وكان عشرات من مؤيدي مرسي وصلوا للمرة الأولى منذ عزله مطلع تموز (يوليو) الماضي، إلى ميدان التحرير، قبل أن يتصدى لهم أهالي قلب العاصمة وتحصل مواجهات تراشق فيها الطرفان بالحجارة قبل أن تتدخل الشرطة التي فرقت المجتمعين. ودعت «تمرد» في بيان أمس «جماهير الشعب المصري العظيم إلى النزول الأحد المقبل أمام قصر الاتحادية الرئاسي وميدان التحرير وفي كل ميادين مصر، احتفالاً بهذا النصر العظيم الذي سجله التاريخ بانتصارنا على العدو الصهيوني، وكي نؤكد أن الشعب المصري لا يخشى تهديد تنظيم الإخوان الإرهابي، وانه لا يوجد شخص أو حزب أو جماعة أو تنظيم يقف أمام إرادة الشعب». وطالبت أجهزة الأمن «بحماية الشعب من أي جماعة إرهابية تحاول إفساد هذا اليوم العظيم وفرحة المصريين باحتفالاته». واعتبرت أن «من يحاول إفساد هذا اليوم على جموع الشعب شخص خارج عن سياق الوطنية المصرية». في المقابل، كشف القيادي الشاب في جماعة «الإخوان» في الإسكندرية عمرو مجدي ل «الحياة» أنه «يتم الإعداد لخروج مسيرات من الشوارع والمناطق تتجمع أمام منشآت نوعية وأماكن حيوية في البلاد حتى نرسل برسالة قوية إلى السلطة القائمة». لكنه رفض الإفصاح عن الأماكن التي ستخرج منها مسيرات جماعته الأحد المقبل «كي لا تتحسب لها قوات الأمن». غير أنه أكد أن الأماكن التي سيلعن مؤيدي الحكم الموقت التظاهر فيها «لن نقترب منها»، وإن أبدى تخوفه من «هجمات البلطجية» على تظاهرات «الإخوان». وكانت أجهزة الأمن استبقت تظاهرات طرفي الصراع وأزالت في ساعة متقدمة من صباح أمس أحد الأسوار الخرسانية التي إقامتها خلال عهد مرسي في شارع القصر العيني وسط القاهرة، سعياً إلى التخفيف من حدة أزمة المرور في قلب العاصمة. لكنها حافظت على سور خرساني آخر يقطع شارع القصر العيني عند نهايته في ميدان التحرير وكذلك أسوار أخرى في محيط وزارة الداخلية كانت قوات الأمن بدأت في إقامتها في نهاية عام 2011، عقب اشتباكات عنيفة دموية بين محتجين وقوات الأمن والجيش اشتهرت باسم «أحداث محمد محمود» و «أحداث مجلس الوزراء». وساد أمس ميدان التحرير هدوءاً وعادت إليه حركة السير بعد ليلة من الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس المعزول الذين تجمعوا مساء أول من أمس في الميدان للمرة الأولى، ومعارضيه. وكانت الاشتباكات بدأت عندما ردد أنصار «الإخوان» في الميدان هتافات ضد الجيش والشرطة فاشتبك معهم الأهالي من جهة شارع طلعت حرب وتدخلت قوات الشرطة لفض الاشتباكات ونجحت بالفعل في فض تجمع أنصار «الإخوان». ووقعت اشتباكات عنيفة مساء أول من أمس في السويس بين مؤيدي مرسي والأهالي. وسمعت أصوات طلقات نارية وخرطوش وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة والألعاب النارية لرفض الأهالي مرور مسيرة «الإخوان» في الشوارع. وسقط جريح واحد بحسب حصيلة رسمية. إلى ذلك، اتهم قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي «عناصر جهادية تتخذ من قطاع غزة مركزاً لها» بشن عمليات مسلحة ضد الجيش في سيناء. وقال: هناك عناصر جهادية في قطاع غزة لا يضعون اعتباراً لدور مصر التي ضحت في سبيل قضيتهم على طول الحرب التي خاضتها، ومع ذلك يخرجون يومياً لتشويه صورة الجيش واتهام قادته بالكذب». ووجه حديثه إلى تلك الجماعات قائلاً: «لن نسمح لكم بتكرار أعمالكم الإجرامية في سيناء مرة أخرى وسنقطع أي رأس تحاول تهديد أمن وسلامة مصر». وحذر «من غضب الجيش المصري، وقد نفد صبرنا». وشدد في لقاء مع المحررين العسكريين أمس على أن «الجيش المصري لا يعتدي على أحد خارج حدوده، ولكن من يحاول أن يمس بلدنا بنعرف (يمكننا) نأدبه كويس (جيداً)». وخاطب هذه الجماعات قائلاً: «أعيدوا اتجاه البوصلة الذي فقدتموه ولا توجهوه إلينا لأن من يأتي إلينا نؤدبه وقد أدبناه بالفعل، وسنفعل ذلك باستمرار»، مشدداً على «قوة الجيش المصري وقدرته ونيته القضاء نهائياً على الإرهاب ومواجهة من يأتي ليعتدي علينا». وأضاف: «لمن يشككون في جنسية بعض القتلى والمصابين والمقبوض عليهم في العملية التي يقوم بها الجيش شمال شرقي سيناء من غير المصريين، أقول إن مراكز قيادتكم كانت تجري اتصالات بالإرهابيين وهناك 32 جثة لقتلى دفنتموها. ونعرف كيف كنتم تدخلون وتخرجون ومن أي أنفاق بالتحديد». وأشار إلى أن قواته نفذت العملية الرئيسة في شمال سيناء وأن «نجاحاتها باهرة، وخلال فترة قريبة سيتم إعلان سيناء نظيفة من الإرهابيين». وقال: «أعذرونا في أن فترة العمليات طالت بعض الشيء على رغم أنه كان يمكن إلا تستغرق أكثر من ست ساعات فقط، لكن الهدف الرئيس كان هو الحفاظ على الأبرياء والشرفاء». وفي ما يتعلق بالأنفاق، قال: «انتهينا خلال الشهرين الماضيين من العمل الرئيس في القضاء عليها ونحن الآن في مرحلة رفع المخلفات من تلك المنطقة الحدودية وتطهيرها وتنظيفها حتى تصبح منطقة مكشوفة للقوات المصرية».