وجّه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، انتقادات لاذعة الى الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إذ اعتبر أن الأول أدلى بتصريحات تنمّ عن «تنمّر وعدم احترام» إزاء طهران، كما اتهم الثاني ب «الكذب» في شأن البرنامج النووي الإيراني. وقال نتانياهو في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن السبيل الوحيد لمنع إيران سلميا من إنتاج أسلحة نووية هو الجمع بين العقوبات الصارمة والتهديد العسكري الذي يحظى بمصداقية وإن إسرائيل مستعدة للوقوف بمفردها دفاعاً عن نفسها. وأضاف «لا توقفوا الضغوط على إيران» لأن الاتفاق الوحيد الذي يمكن إبرامه مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني هو «التفكيك الكامل لبرنامج إيران للأسلحة النووية». وقال «روحاني ذئب في ثياب حمل... لكنني كأي شخص آخر اتمنى ألا نصدق كلمات روحاني وإنما يجب أن ننظر إلى ما تفعله إيران».ويتّسم نهج إدارة أوباما في المفاوضات مع طهران بحذر كبير، بسبب حرصها على العلاقة مع نتانياهو، وتأمين نجاح جهود السلام أو تسويق أي تفاهم مع إيران في الملف النووي. ويعتبر المسؤول الأميركي السابق آرون ميلر أن أوباما ليس قادراً الآن على المجازفة بعلاقته مع نتانياهو، إذ إن أولويتَيه أثناء ولايته الثانية، تتمثلان في عملية السلام وإيران، وتتقاطعان في مسارهما في إسرائيل وتمنحان رئيس وزرائها موقعاً فريداً في العلاقة مع البيت الأبيض. وكتب ظريف على حسابه في موقع «تويتر»: «افتراض الرئيس أوباما أن إيران تفاوض بسبب تهديداته وعقوباته غير الشرعية، ينمّ عن عدم احترام للأمة (الإيرانية)، وهذا تصرف فتوة متنمّر، وهو خاطئ». وأضاف: «يجب أن تكون مواقف الرئيس أوباما منسجمة، لتشجيع الثقة المتبادلة. التذبذبات تنسف الثقة وتقوّض الصدقية الأميركية». وبرر ظريف تغريدتيه عبر «تويتر»، لافتاً على صفحته على موقع «فايسبوك»، إلى انه استخدم «في جملتين، اللهجة الأكثر قسوة ولكن الأكثر احتراماً» إزاء أوباما. وشدد على أن تصريحات الأخير «مرفوضة تماماً، وليس هناك أي مؤشر إلى أن الرئيس الأميركي يؤدي دوره في هذه القضية التاريخية، بدل أن يتبع متطرفين». لكن ظريف استدرك أن مواقف أوباما «لم تكن مفاجئة»، معتبراً أنه «كان يحاول طمأنة نتانياهو ودول عربية تتبنى (موقف) النظام الصهيوني لمنع تسوية الملف النووي» الإيراني. وزاد: «عملية (التفاوض) التي بدأت ستكون صعبة. إنها معركة ديبلوماسية، لا علاقات صداقة». وعلّق على تصريحات نتانياهو قائلاً: «لا نتوقع منه سوى الكذب والخداع والسعي إلى تضليل الرأي العام الدولي وترهيبه. يردّد النظام الصهيوني منذ 22 سنة، أن إيران ستملك قنبلة ذرية خلال 6 أشهر. يجب أن يدرك العالم بعد كل هذه السنوات حقيقة هذه الأكاذيب ويمنع تكرارها». واعتبر ظريف أن «نتانياهو هو الرجل الأكثر عزلة في الأممالمتحدة»، وزاد: «لن نسمح للكيان الصهيوني بأن يحقق مآربه المشؤومة، ولنتانياهو بأن يحدد مستقبل المفاوضات النووية». وشدد على أن حكومة الرئيس حسن روحاني «تتابع تحقيق أهداف قائد الثورة (المرشد علي خامنئي) في السياسة الخارجية، ولن تتخلى قيد أنملة عن حقوق الشعب الإيراني، لكنها تتعامل مع العالم بلغة بحيث لا تقدم ذريعة لدعاة الحرب ومثيريها والكاذبين مثل نتانياهو». على صعيد آخر، حذر الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي من «تيارات طالبانية هدامة» في البلاد تناهض روحاني، منبهاً إلى أن عجز السلطات عن كبحها سيفضي إلى «إرهاب واغتيالات»، كما حدث خلال عهده.