وصل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس إلى دمشق، للبحث مع المسؤولين السوريين في «خطة تحرك» لحل الأزمة المستمرة منذ حوالى أربع سنوات تقوم خصوصاً على «تجميد القتال» في بعض المناطق والتمهيد لمفاوضات. والزيارة هي الثانية إلى سورية منذ تكليفه من جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مهمته في تموز (يوليو) الماضي. وشاهد مصور وكالة فرانس برس دي ميستورا يصل إلى فندق «شيراتون» يرافقه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وقدم مبعوث الأممالمتحدة في 31 الشهر الماضي «خطة تحرك» في شأن الوضع في سورية، إلى مجلس الأمن الدولي، تقضي «بتجميد» القتال في بعض المناطق للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. ويتوقع أن يبحث في هذه الخطة مع المسؤولين السوريين الذين سيلتقيهم. وجاء اقتراح دي ميستورا إلى لمجلس الأمن بعد زيارتين قام بهما إلى روسيا وإيران اللتين تدعمان النظام السوري، سبقتهما زيارة إلى دمشق. وأكد السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري أن حكومته مستعدة «للنظر» في اقتراح دي ميستورا، لكنها تنتظر تفاصيل إضافية. واعتبرت صحيفة «الثورة» الحكومية الصادرة السبت أن الزيارة الحالية إلى دمشق «أساسية»، وأحد أسباب ذلك «يتعلق بجولة مكوكية قادته إلى غالبية العواصم الإقليمية والدولية». لكنها أشارت إلى أن تعبير «المناطق المجمدة» يحتمل الكثير من التفسيرات، واصفة إياه ب «الفضفاض». وكانت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام انتقدت مبعوث الأممالمتحدة بعد يومين من تقديمه الاقتراح، معتبرة أنه «بدا ضائعاً في تصريحاته التي ربما خضعت لضغوطات دولية تتحدث منذ أسابيع عن إقامة مناطق عازلة أو آمنة فوق التراب السوري». ويرفض النظام إقامة منطقة عازلة أو «آمنة»، وهو اقتراح تطالب به تركيا الداعمة للمعارضة السورية، معتبراً أن هذا الأمر يطعن في سيادتها ويوفر ملاذاً آمناً للمعارضين الذين يقاتلون القوات الحكومية. وأضافت «الثورة» أمس أن المبعوث الأممي «يشاطرنا الموقف كما نشاطره الرؤية في كثير مما قدمه، لكن في قضية المسلمات والبديهيات نجد افتراقاً لا حاجة له ولا نرغب في حصوله وتحديداً محاربة الإرهاب وبدهية رفض مصطلح المناطق بغض النظر عما يليه من توصيف». وكان دي ميستورا شدد في مؤتمر صحافي عقده في دمشق إثر لقائه الرئيس بشار الأسد في أيلول (سبتمبر) الماضي، على ضرورة مواجهة «المجموعات الإرهابية»، على أن يترافق ذلك مع حلول سياسية «جامعة» للأزمة السورية. ودي ميستورا هو الموفد الثالث الذي تختاره الأممالمتحدة للسعي إلى اتفاق سلام في سورية، بعد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان.