قالت زعيمة كردية محلية إن القوى الغربية والعربية التي تشن ضربات جوية للحيلولة دون سقوط مدينة عين العرب (كوباني) الكردية تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يتعين عليها الاستعداد لمساعدة جيب كردي آخر يحاصره أيضاً مقاتلون إسلاميون. ويحاصر عناصر «داعش» كوباني منذ أكثر من شهر ولم يوقف زحف الجماعة المتشددة سوى الضربات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وإرسال مقاتلين من قوات البيشمركة الكردية العراقية. وتقع عفرين على بعد 200 كليومتر إلى الغرب من عين العرب، وهما بين ثلاث مناطق كردية أعلنت حكماً ذاتياً في وقت سابق هذا العام. وقالت رئيسة المجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين - وهو بمثابة حكومة محلية للمقاطعة - إن عفرين ستواجه مصير عين العرب على أيدي جماعة «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وقالت هيفي مصطفى أثناء زيارة للعاصمة التركية أنقرة للفت الانتباه إلى محنة عفرين إن «جبهة النصرة تحاصر عفرين، ونحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا». وأضافت ل «رويترز»: «نحن ممتنون لجهود المجتمع الدولي في كوباني، لكنه جاء متأخراً. نريد دعمهم كي لا يتكرر الوضع في كوباني». ومنح انهيار سلطة النظام السوري في أنحاء كثيرة من سورية الأكراد فرصة لتشكيل حكومات محلية في ثلاث مناطق. وأتاح قرارهم عدم مهاجمة قوات الحكومة السورية مباشرة للمناطق الثلاث بأن تتمتع بهدوء نسبي. وقالت مصطفى إن هجوم تنظيم «داعش» على عين العرب غير ذلك الوضع، وقد تكون عفرين التي يقطنها أكثر من مليون نسمة بينهم 200 ألف لاجئ الهدف التالي. وكان «داعش» هاجم عفرين العام الماضي لكن تم صده. وتحتل «جبهة النصرة» مواقع قريبة من البلدة منذ شهور عدة من دون أن تشن هجوماً كبيراً. ووقعت «جبهة النصرة» أخيراً اتفاقا مع جماعات مسلحة أخرى في المنطقة وتقدمت لمسافة 25 كيلومتراً من بلدة عفرين. وتعتقد الحكومة الكردية أن «جبهة النصرة» تحشد قواها لشن هجوم. وتريد مصطفى أن تقوم قوات التحالف بالتنسيق مع القوات الكردية وأن تشن ضربات بسرعة إذا وقع هذا الهجوم. وتطالب أيضاً تركيا بفتح معبر حدودي للسماح بمرور المساعدات وتدفق التجارة إلى المنطقة. وعلى رغم أن وفدها أجرى اتصالات بديبلوماسيين غربيين إلا أنه لم تتم الاستجابة إلى الآن لطلبات للاجتماع مع مسؤولين أتراك. وتعارض أنقرة في شدة الحكم الذاتي للأكراد في سورية. وتتهم مناطق الحكم الذاتي الكردية بالتواطوء مع نظام بشار الأسد. وتعترف مصطفى بتجنب المواجهة مع النظام، لكنها تنفي أية علاقات مع الأسد واصفة هذا الادعاء بأنه محاولة لتشويه الأكراد. وقالت: «نقاتل ضد (النظام) بطريقة أخرى... بنظامنا الذي يمكن أن يكون نموذجاً بديلاً لسورية كلها». ومضت تقول: «سورية مثل الفسيفساء. لذلك، يمكن أن تكون هناك حكومة محلية لكل جزء تلبي احتياجاته لكن يمكن الربط بينها من خلال حكومة مركزية... نكافح من أجل وحدة سورية». والمقاتلون والمقاتلات الأكراد من عفرين أعضاء في «وحدات حماية الشعب» الكردية التي دافعت بصمود عن عين العرب في مواجهة هجوم «داعش». ويستعد المقاتلون المتبقون في عفرين الآن لما يمكن أن يكون قتالاً شرساً، خصوصاً إذا لم تتدخل القوى الغربية. وقالت مصطفى: «لا نريد الحرب. نعم، نحن خائفون لكننا نثق في قواتنا الأمنية وفي سكاننا للدفاع عن أنفسهم».