بدأت البوسنة أمس، أول إحصاء سكاني منذ الحرب التي شهدت تغييرات ديموغرافية وتطهيراً عرقياً ونزوحاً سكانياً. وأحيا الإحصاء انقسامات عرقية وطائفية في البلاد ذات النظام الهش لاقتسام السلطة. وقُتل خلال الحرب (1992 - 1995) حوالى مئة ألف شخص، وفرّ أكثر من مليوني شخص، أي نصف عدد السكان، من منازلهم إلى بلد آخر أو إلى داخل البوسنة التي انقسمت في نهاية الحرب إلى كيانين، الأول صربي والآخر كرواتي - مسلم. وآخر إحصاء أُجري في البوسنة عام 1991، حين كانت جزءاً من يوغوسلافيا، أفاد بأن عدد سكانها 4.4 مليون نسمة، بينهم 43.5 في المئة من المسلمين و31.2 في المئة من الصرب و17.4 في المئة من الكروات. ويُقدر عدد سكان البوسنة الآن بحوالى 3.8 مليون. وسيجوب حوالى 19 ألف محقق، البلاد حتى 15 من الشهر الجاري، لتنفيذ الإحصاء الذي يُفترض أن يؤمن بيانات حيوية لعملية تخطيط اقتصادي جدية وطموحات البوسنة لدخول الاتحاد الأوروبي. وقال مدير وكالة الإحصاءات زدينكو ميلينوفيتش: «للمرة الأولى منذ 22 سنة، سنحصل على صورة متكاملة لسكان البوسنة، وعلى معطيات ديموغرافية واقتصادية واجتماعية ومؤشرات حول هجرة» الأفراد. وستصدر النتائج الأولى في غضون 90 يوماً، بعد انتهاء الإحصاء. وتأخّر إجراء الإحصاء مراراً، إذ تحوّل في بلد منقسم إتنياً، مسألة عرقية سياسية، بسبب خلافات سياسية بين قادة المجموعات الثلاث الكبرى. ويخشى كل طرف أن يضعفه نظام الحصص العرقية التي حُدِّدت في اتفاق «دايتون» للسلام المبرم عام 1995.