قتل ثلاثة متمردين أمس، في غارات شنتها طائرة أميركية بلا طيار على منطقة بويا في إقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان، في ثاني هجوم من نوعه خلال 24 ساعة على المنطقة. وأوضح مسؤول أمني باكستاني أن «الطائرة بلا طيار أطلقت صاروخين على معسكر للمتمردين» الذي قتل منهم 3 على الأقل في غارة استهدفتهم أول من امس على بعد كيلومترات قليلة من ميرانشاه، كبرى مدن شمال وزيرستان. ومنطقة بويا هي معقل لجماعة القيادي في حركة «طالبان باكستان» حافظ غول بهادور، علماً ان الولاياتالمتحدة تعتبر هذه الغارات جزءاً حيوياً من حربها ضد متمردي «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في المناطق القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان، فيما تنتقد باكستان هذه الهجمات باعتبارها تنتهك سيادتها. وشنت طائرات أميركية بلا طيار نحو 20 هجوماً هذه السنة، ما اسفر عن حوالى مئة قتيل، في مقابل 101 هجوم عام 2010. من جهة اخرى، ارتفعت إلى 42 حصيلة قتلى تفجير سيارة مفخخة أول من امس في سوق مزدحمة ببيشاور، كبرى مدن شمال غربي باكستان، والتي استهدفها 3 اعتداءات خلال أسبوع، علماً ان اعتداء على كنيسة ادى الى سقوط 82 قتيلاً، فيما قضى 20 شخصاً في اعتداء آخر على باص أقلّ موظفين حكوميين. وقتل 13 شخصاً على الأقل من عائلة واحدة في الاعتداء الذي استهدف وسط بيشاور، وسقط فيه 8 نساء و6 أطفال تتراوح اعمارهم بين 5 و9 سنوات. وأعلن رئيس الوزراء نواز شريف في بيان اصدره من نيويورك أن «الضالعين في قتل أبرياء ليس فيهم أي إنسانية، ولا يمكن أن يزعموا التحرك باسم أي ديانة». وتتزامن أعمال العنف مع اقتراح الحكومة الباكستانية مفاوضات سلام مع «طالبان باكستان»، من اجل وضع حد لست سنوات من التمرد خلّفت آلاف القتلى في أنحاء البلاد. ونفت قيادة «طالبان» تورطها بالاعتداء، وقال الناطق باسمها شهيد الله شهيد: «لا تلحظ سياستنا مهاجمة مدنيين، إذ ان هدفنا الأول هو قوات الأمن. ونحن ندين الهجوم ونعتبره مؤامرة للنيل منا». وتبنت «طالبان باكستان» منتصف الشهر الماضي الاعتداء على الجنرال صنع الله خان نيازي، مسؤول العمليات العسكرية في وادي سوات (شمال غرب) الذي سيطرت عليهه «طالبان» من 2007 إلى 2009، وأكدت ان «الحرب» ستستمر طالما لم تستجب الحكومة مطالبها. على صعيد آخر، أبدى رئيس الوزراء الباكستاني ونظيره الهندي منموهان سينغ خلال لقائهما في نيويورك اول من امس، رغبتهما في تحسين العلاقات، ودعَوا إلى بذل جهد لإعادة وقف النار على الحدود في اقليم كشمير المتنازع بينهما، والذي يشهد اشتباكات منذ أسابيع. وكشف مستشار الأمن الوطني الهندي شيفشانكار مينون ان سينغ حضّ شريف على الاستجابة لشكاوى نيودلهي من كون باكستان مصدر هجمات تقع في الهند، انطلاقاً من أراضيها.