بحثت فرق الإنقاذ أمس، عن جثث ومتفجرات تحت انقاض مجمع «ويست غيت» التجاري في نيروبي، والتي خلّفها هجوم شنته قوات الأمن الكينية لاستعادة المجمع من مسلحي «حركة الشباب» الصومالية الذين تحدثوا عن مقتل 137 رهينة فيه «بعد استخدام القوات المقتحمة مواد كيماوية دمرت سقف مبنى المجمع، وطمرت الأدلة وجميع الرهائن تحت الأنقاض». واعتبرت الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» أن العملية التي استمرت 4 أيام، «فضحت ضعف كينيا» التي تقاتل قواتها المتشددين في الصومال منذ عام 2011، علماً أن سلطات مطار نيروبي اعتقلت بريطانياً من أصل صومالي لدى محاولته مغادرة البلاد على متن رحلة للخطوط الجوية التركية، في إطار إجراءات ملاحقة مشبوهين في التورط بهجوم نيروبي. لكن وزارة الخارجية البريطانية أكدت عدم أهمية المعتقل في التحقيق الخاص بالهجوم. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين أن «المهاجمين وضعوا خطة مدروسة ودقيقة، وخبأوا معدات وأسلحة في المجمع بينها رشاش كبير استخدم لإبعاد القوات الكينية، كما كان لديهم شركاء في الداخل». وأضافوا أن «المجموعة التي ضمت إسلاميين من الحركة، بينهم ناطقون بالإنكليزية، درسوا خرائط المبنى بدقة وشبكات التهوئة فيه، وتدربوا على الهجوم في الصومال خلال الأسابيع الأخيرة». وستسمح تحاليل الحمض الريبي النووي بتأكيد احتمال تجنيد بعض منفذي الهجوم في الولاياتالمتحدة أو دول أخرى غربية. وانضم خبراء في الطب الشرعي من إسرائيل والولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى التحقيق الجاري في الموقع. وخلال إعلانه الحداد الوطني 3 أيام، في كلمة متلفزة اثر انتهاء الهجوم أول من أمس، قال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا: «هزمنا متشددي الحركة، والجبناء والمتواطئون معهم وسادتهم سيمثلون أمام العدالة». ولم يوضح هويات المهاجمين، فيما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شهود أن «امرأتين على الأقل شاركتا في الهجوم»، ما يعزز معلومات متداولة عن مشاركة البريطانية سامانثا ليوثويت، أرملة أحد انتحاريي اعتداءات لندن عام 2005 في العملية. ورأى الخبير الأميركي في معهد «ديفيدسون كين مانخاوس» أن هجوم نيروبي أظهر أن «حركة الشباب التي أضعِفت في الصومال تشكل خطراً أكبر في الخارج». وزاد: «هجوم وست غيت كان رهاناً يائساً من الشباب شديد الأخطار، وهدفه قلب آفاق المستقبل، وجعل الحركة في طليعة الجهاد العالمي». وكانت الحركة هددت نيروبي مرات بالانتقام، وبمزيد من الردود إذا واصل الجيش الكيني انتشاره في الصومال.