استمرت التظاهرات المنددة برفع الدعم عن الوقود في السودان لليوم الثالث، وامتدت لتشمل إلى جانب الخرطوم أربع ولايات أخرى هي ولاية النيل الأبيض وسنار وكسلا والبحر الأحمر في شرق البلاد. واتخذت الاحتجاجات بعداً سياسياً واضحاً مع مطالبة المتظاهرين نظام الرئيس عمر البشير ب «الرحيل». وأفادت المعلومات الأولية أنه سقط في الخرطوم مساء أول من أمس وأمس، أربعة قتلى بينهم طالبان من المدينة الجامعية في العاصمة. وتردد لاحقاً ان عدد القتلى ارتفع الى ستة. وكانت تظاهرات عنيفة في شكل لافت بدأت من الخرطوم بحري في العاصمة، وامتدت إلى أحياء جنوبالخرطوم وأحياء جنوبأم درمان. وحاول المتظاهرون الزحف من جنوبالخرطوم إلى وسطها عبر طريق المطار، لكن شرطة مكافحة الشغب تصدت لهم ومنعتهم من الاقتراب من المطار. وأفادت حصلية أولية بأنه تم حرق 4 محطات للوقود وستة باصات للنقل في ولاية الخرطوم وعشرات المحال التجارية. وشوهدت مروحيات عسكرية تحلّق فوق العاصمة نهاراً لرصد حركة المتظاهرين الذين كانوا يزحفون نحو وسط الخرطوم. وسُجّل انقطاع خدمة الإنترنت التي يتواصل عبرها نشطاء المعارضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما علّقت السلطات الدراسة حتى الإثنين المقبل. واتهم حزب المؤمر الوطني الحاكم «الجبهة الثورية» وجزء من المعارضة بالوقوف وراء التظاهرات. وقال مسؤول التنظيم في الحزب حامد صديق إن الجبهة والمعارضة تريدان استغلال زيادة المحروقات لإسقاط الحكومة، لكن السلطات «لن تسمح لهم بذلك». وكرر هذا الموقف النائب الأول للرئيس عثمان طه الذي أكد تمسك الحكومة بقرارها رفع الدعم عن المحروقات. وقال إن الحكومة لن تتراجع عن سياستها، مهدداً الذين خربوا المنشآت العامة بأنهم سيلاحقون قانونياً. وأدت الاحتجاجات في الخرطوم إلى إغلاق معظم الأسواق في حين توقفت حركة المواصلات، واضطر الموظفون إلى الذهاب إلى منازلهم راجلين. ومن المتوقع أن تفرض السلطات حظر التجول في العاصمة ليلاً إذا ما استمرت التظاهرات التي أعلن نشطاء المعارضة تمسكهم بمواصلتها. وفي الولايات، سُجّل سقوط جرحى في مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين، كما تم إحراق بعض المحال والمنشآت الحكومية والتابعة للحزب الحاكم. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع واعتقلت العشرات.