واشنطن - رويترز ، أ ف ب - دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الكونغرس الى التحرك لإصلاح النظام الصحي الذي يشارف على «الانهيار» وندد ب «أكاذيب» الذين يعارضون المشروع على أمل إلحاق فشل طويل الأمد برئاسته. ويجازف أوباما برصيده السياسي من اجل الدفع لاعتماد هذا الإصلاح الذي أصبح حالياً أكبر أولوياته على الصعيد الداخلي، في حين ان مراوحة هذا الملف بدأت تؤثر في رئاسته. وأدلى بخطاب شديد اللهجة ليل أول من أمس امام الكونغرس نفى فيه انتقادات الجمهوريين لخطته، وشدد فيه على الضرورة الملحة والواجب «الأخلاقي» للتحرك. ورسم صورة سلبية لعواقب الإبقاء على الوضع القائم، مستهجناً «الاستعراض الحزبي» الذي يقوم به خصومه الجمهوريون. وفي دليل على المشاعر التي اثارها هذا النقاش صفق الديموقراطيون واقفين ثلاثين مرة لأوباما الذي توجه اليه النائب الجمهوري جون ويلسون بالقول «انك تكذب» حين اكد ان الإصلاح لن يموّل التغطية الطبية للمهاجرين غير الشرعيين. وأوباما الذي تسجل شعبيته تراجعاً في استطلاعات الرأي يريد ان ينجح حيث فشل أسلافه في تأمين تغطية طبية لحوالى 46 مليون اميركي لا يتمتعون بها حالياً مع خفض العجز الذي سجل مستويات قياسية. ويريد تبني الإصلاح بحلول نهاية السنة على اعتبار ان عام 2010 سيشهد انتخابات برلمانية. ومنذ اسابيع يشهد الكونغرس انقساماً الى حد انه يمكن ان يكرر الضربة التي وجهها لمشروع مماثل تقدم به الرئيس السابق بيل كلينتون خلال ولايته. وسيؤثر فشل كهذا سلباً على رهان الرئيس الذي يعتزم اعتماد مشروع واعد «لإعادة بناء» اميركا. وقال أوباما ان القانون الجديد سيفرض على الأميركيين، الا في بعض الاستثناءات، ان تكون لديهم تغطية طبية كما سيمنع شركات التأمين من رفض تغطية كهذه لأسباب تتعلق بتاريخهم الطبي. وحول ما يشاع ان الإصلاح سيؤدي الى تشكيل لجان تقرر في خصوص مواصلة علاج بعض المرضى او تركهم يموتون، رد أوباما «ذلك كذب». وشدد على ان الأموال الفيديرالية لن تُستخدم لتمويل الإجهاض. ويعبر الجمهوريون عن قلقهم ازاء كلفة الإصلاح كما هم قلقون ايضاً ازاء الوصول الى ما يشبه تأميم للقطاع الطبي مع ادخال ضمان صحي طبي عام يتولى تغطية الأشخاص الذين ليس لديهم اي ضمان طبي آخر. وجدد أوباما تأييده لهذا الخيار لإرغام شركات التأمين الخاصة على اقتراح بوليصة تأمين معقولة السعر. لكنه اشار الى ان ذلك يجب الا يُستخدم ذريعة «لمعارك ايديولوجية» وأنه منفتح للحصول على افكار اخرى. وبخصوص الكلفة فقد قدرها بنحو 900 بليون دولار خلال 10 سنوات. وسيُمول القسم الأكبر من المشروع عبر الادخار في نفقات الصحة ومكافحة الفساد والهدر. وستدفع البقية شركات التأمين وشركات المنتجات الصيدلانية. وقال أوباما: «لن اوقع على خطة تضيف اي سنت على عجزنا» المالي. وأوباما في حاجة إلى الحصول على تأييد بعض الجمهوريين المعتدلين للوصول الى غايته. لكن في ردهم على خطابه امام الكونغرس، طالب الجمهوريون عبر ممثلهم شارل بستاني بأن يعيد أوباما النظر في مشروعه. أرقام أميركية الى ذلك، أظهر تقرير حكومي أمس ارتفاع العجز التجاري الأميركي في تموز (يوليو) بأكبر مقدار له منذ أكثر من 10 سنوات مع تسجيل الواردات زيادة قياسية بلغت 4.7 في المئة بفعل تحسن الطلب على السيارات المستوردة والسلع الاستهلاكية والنفط. وازداد العجز التجاري 16.3 في المئة في تموز ليصل إلى 32 بليون دولار، وهي أكبر زيادة شهرية منذ شباط (فبراير) 1999. وبيّن تقرير حكومي أمس تراجع عدد العمال الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانات بطالة الأسبوع الماضي إلى 550 ألف شخص.