قال الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي يجب أن يوافق على قرار قوي لضمان وفاء سورية بالتزاماتها بخصوص الاسلحة الكيماوية. وحذر أوباما، الرئيس السوري بشار الأسد من أنه سيواجه "عواقب" إذا أخل بالتزاماته بنزع سلاحه الكيماوي. وذكر الرئيس الأميركي ضحايا الأسلحة الكيماوية الإيرانيين فيما بدا أنها لفتة إلى الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني. وقال أوباما في كلمته إن الاجماع العالمي ضد استخدام الأسلحة الكيماوية عززته ذكريات "الجنود الذين يعانون في الخنادق واليهود الذين قتلوا في غرف الغاز والإيرانيين الذي تعرض عشرات الآلاف منهم لهجمات بالغاز السام". وأكد أوباما بأن "فكرة أن سورية ستعود إلى مرحلة ما قبل الحرب هي مجرد وهم". وأعلن عن مساعدة إنسانية إضافية لسورية بقيمة 340 مليون دولار، وحث الدول الاخرى على المساهمة. وأكد الرئيس الأميركي عند شرح سياسة بلاده الخارجية في الفترة المقبلة، أننا "سنستخدم جميع عناصر القوة لحماية مصالحنا القومية في المنطقة (الشرق الأوسط) بما في ذلك القوة العسكرية". وأضاف أنه حين "يكون ضرورياً الدفاع عن الولاياتالمتحدة ضد الهجمات الإرهابية فسنقوم بتحرك مباشر". وقال أوباما إن القضيتين الأساسيتين اللتين ستركز عليهما السياسة الخارجية الأميركية في الفترة المقبلة هما "مساعي إيران لحيازة سلاح نووي والصراع العربي الإسرائيلي"، لما لهما من تأثير على مجرى الأحداث في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وفي الملف النووي الإيراني، أشار أوباما إلى أنه لا يمكن تجاوز "التاريخ الصعب بين إيران وأميركا بين ليلة وضواحيها"، إلاّ أنه دعا إلى "تجربة الطريق الدبلوماسي" لحل الأزمة حول ملف إيران النووي. وأكد "لا نريد تغيير النظام (في إيران).. ونرغب في ضمان حصول الشعب الإيراني على حقه في الطاقة النووية السلمية ولكننا نصرّ على أن تتحمل الحكومة الإيرانية مسؤولياتها تجاه منع الانتشار النووي". وإذ لفت إلى أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية أصدر فتوى بتحريم إنتاج الأسلحة النووية وأن الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد بأن إيران لن تطورّ أسلحة نووية، قال أوباما إن هذين الموقفين يجب أن يشكلا "أساساً لتسوية" تضمن "تحقيق حقوق الشعب الإيراني وتضمن أن يكون البرنامج النووي الإيراني سلمياً". وأكد أيضاً على ضرورة أن تقترن "هذه الأقوال بأعمال شفافة"، مشيراً إلى أنه وجّه وزير الخارجية جون كيري للسعي إلى إبرام اتفاق مع إيران. وفي موضوع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال أوباما إن السلام "لن يتحقق إلاّ من خلال تحقيق أمن إسرائيل وتحقيق الدولة الفلسطينية".