يعتزم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ابداء حزمه بشأن الملف السوري في الاممالمتحدة، غير انه ينوي ايضا سبر نوايا الرئيس الايراني الجديد المعتدل حسن روحاني الذي يتواجه مع الغرب بشأن برنامج بلاده النووي. ويلتقي الرئيسان بعيد الظهر في مقر الاممالمتحدة في حدث غير مسبوق على هذا المستوى منذ العام 2005 حين التقى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في باريس مع الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي. وقد يكون هولاند المسؤول الغربي الوحيد الرفيع المستوى الذي سيصافح الرئيس الايراني خلال الجمعية العامة الثامنة والستين للامم المتحدة، ما لم يعقد لقاء لم يستبعده البيت الابيض مع الرئيس الاميركي باراك اوباما. وفي مطلق الاحوال، فان معاوني الرئيسين الفرنسي والايراني عملا الاثنين على التحضير لهذا اللقاء الذي سيتم بطلب من الطرف الايراني، واتفقوا على جدول اعماله. وفرض حسن روحاني نفسه "نجماً" بحسب تعبير مصدر فرنسي على هذه الجمعية العامة وتبقى الانظار مشدوده اليه. لكن المصدر لفت الى انه ما زال يتحتم التثبت من ان اشارات الانفتاح الصادرة عن النظام الايراني الجديد و"حملة التودد" التي يقوم بها ليست مجرد كلام فارغ. واوضح انه ان كان الدبلوماسيون الفرنسيون يعون انه لا يمكن "حل جميع المشكلات" خلال 45 دقيقة، الا انهم ينوون "التحقق من استعداد (الايرانيين) لاحراز تقدم في المواضيع الخلافية". ويأتي البرنامج النووي الايراني على رأس هذه المواضيع الخلافية، في وقت تشتبه واشنطن وحلفاؤها رغم نفي طهران المتواصل بسعي الجمهورية الاسلامية لحيازة السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني. وقالت اوساط الرئيس الفرنسي "اننا مستعدون للدخول في حوار مع ايران، لكن الواقع ان لدينا مشكلات كبرى مع طهران فالبرنامج النووي متواصل بما في ذلك الاوجه الاكثر خطورة منه". كما شدد المصدر على ان فرنسا ستفرض "مستوى مرتفعا من المطالب"، حيال طهران اذ ستدعو ايران الى السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول الى جميع المواقع النووية الايراني والرد على جميع اسئلة الوكالة التابعة للامم المتحدة والالتزام بقرارات مجلس الامن الدولي. وفي حال توافر هذه الشروط، فان باريس قد تنظر في رفع العقوبات الدولية التي تكبل الاقتصاد الايراني. كذلك سيتناول هولاند وروحاني الاستقرار في لبنان حيث تمارس ايران نفوذاً حاسماً من خلال حليفها حزب الله، وفي افغانستان مع ترقب انسحاب القوات الاميركية والدولية بحلول نهاية 2014. وسيتطرق هولاند في كلمته امام الاممالمتحدة الى الملف النووي الايراني، انما كذلك الى سورية "حتى لو انه من غير المنتظر صدور اعلان بارز" بهذا الشأن، وفق معاونيه. ومن المتوقع ان يدعو الى صدور تبني مجلس الامن قرارا "يكون الزامياً الى اقصى حد ممكن" لتنظيم عملية تفكيك الاسلحة الكيماوية التي بحوزة نظام بشار الاسد. وتتهم باريس وكذلك واشنطن ولندن نظام دمشق بتحمل مسؤولية المجزرة، التي وقعت بواسطة اسلحة كيميائية في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق وراح ضحيتها اكثر من 1400 شخص بينهم مئات الاطفال، بحسب الاستخبارات الاميركية. وابلغ هولاند انه لن يكتفي بقرار "غامض في اهدافه" واوضحت اوساطه ان عملية السيطرة على الاسلحة الكيماوية السورية والتحقق منها ينبغي ان تكون "شاملة وبالغة الدقة" وان يكون القرار الزاميا "الى اقصى حد".