وجه ائتلاف رئيس البرلمان اسامة النجيفي، انتقادات لرئيس الحكومة نوري المالكي بسبب تصريحاته بشأن التظاهرات الجارية في محافظة الأنبار وعدد من المدن منذ شهور، في وقت يستعد نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي البدء بتشكيل لجنة برئاسته لتنفيذ بنود «وثيقة الشرف» التي وقعت الخميس. وقالت كتلة «متحدون» في بيان أمس إن «قول رئيس الوزراء بأن بينه وبين المعتصمين من أجل الحقوق الشرعية والمشروعة بحر من الدماء، ولغة التهديد والوعيد التي استخدمها، لا تنم عن سياسة حكيمة تجاه مطالب شعبية شرعية، وتبعث برسالة غير مطمئنة لمآل المبادرة الأخيرة والميثاق الذي وضع عليه توقيعه». وأبدى البيان استغرابه من هذه التصريحات التي جاءت «بعد يومين من الاتفاق الذي حمل اسم وثيقة الشرف» التي يفترض أن تكون الأطراف الموقعة عليها الضامن لها ولتحقيقها، ومنهم الائتلاف الذي يعد رئيس الوزراء أحد أطرافه». وطالب البيان من «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي «بتحمل المسؤولية بشجاعة لتحقيق السلم الأهلي، لأن السلم يحتاج إلى شجاعة أكبر من تهديده من قبل ميليشيات خارجة عن القانون وترتكب جرائمها تحت غطاء حكومي، أو من قبل فرد يتمتع بسلطات الدولة ويوظفها لصالح تفرده بسلطاتها حتى وإن كان رئيساً لمجلس الوزراء والقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمنية». وقال النائب عن «دولة القانون» خالد الأسدي ل «الحياة» إن «نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي الذي رعى مؤتمر ميثاق الشرف، سيبدأ مع جميع الكتل السياسية حوارات لتشكيل لجنة لتنفيذ ما جاء في المؤتمر». وأشار الأسدي، المقرب من الخزاعي، إلى أن «اللجنة ستكون برئاسة الخزاعي وعضوية ممثلين عن جميع الكتل السياسية يمثلون كافة الأطياف والمكونات وتعمل بتصنيف المشاكل والخلافات الحالية والبحث لإيجاد حلول لها وفق بنود الدستور». وتوقع الأسدي أن يكون حل بعض الخلافات يستغرق وقتاً لحاجته إلى تشريعات نيابية وإلى اجراءات تنفيذية، فيما سيتم حسم الخلافات البسيطة خصوصاً تلك التي تحقق السلم والأمن الإجتماعي، بينها مطالب التظاهرات وتعزيز الجانب الأمني. ووقع قادة الكتل السياسية في العراق الخميس وثيقة «الشرف والسلم الإجتماعي»، التي طالبت بالابتعاد عن استخدام وسائل الإعلام لطرح الخلافات والمشاكل، واللجوء إلى اللقاءات الوطنية أو الثنائية، والبحث عن الحلول عبر الوسائل الدستورية، ونبذ القطيعة بين القوى السياسية عند حدوث الأزمات والخلافات، والتماس الحلول لها من خلال الحوارات المباشرة، والعمل على تعزيز الثقة بين أطراف العملية السياسية في ما بينهم من جهة، ومع الجمهور العراقي من جهة أخرى. إلى ذلك قال مقرر البرلمان النائب محمد الخالدي ل «الحياة» إن رئيس البرلمان أسامة النجيفي سيجري خلال أيام سلسلة زيارات لعدد من الدول العربية بينها قطر والسعودية لتعزيز العلاقات مع الدول العربية. وقال الخالدي إن «الزيارات تحظى بدعم الرئاسات الثلاث والكتل السياسية في اطار تعزيز العلاقات بين العراق ومحيطه العربي والإقليمي». وأضاف أن «النجيفي سيترأس وفداً نيابياً رفيع المستوى لغرض الزيارات»، مشيراً إلى أن «بعض الزيارات مبنية على دعوات رسمية، خصوصاً من قطر والسعودية وسيقوم بزيارتها في أقرب وقت، فيما ستشمل الزيارات الأخرى عدداً من الدول العربية، من بينها مصر والأردن، وستتناول العلاقات المشتركة من جهة والبحث في الأزمة السورية من جهة ثانية».