قال خفر السواحل الإيطالي أمس إنه تم رصد، بالقرب من جزيرة صقلية، أكثر من 400 لاجئ سوري قالوا إنهم فارون من الصراع في سورية، وإن امرأة عمرها 22 سنة توفيت أثناء الرحلة. وجرت مرافقة أول زورق يحمل 299 شخصاً، أكثر من نصفهم نساء وأطفال، إلى ميناء سرقوسة بجزيرة صقلية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة. وكان على متن هذا الزورق جثمان المرأة التي توفيت أثناء الرحلة. وقالت وكالة الأنباء الإيطالية إنه لم يُعرف بعد سبب وفاة المرأة لكن لاجئين آخرين كانوا معها قالوا إنها مريضة بالسكري. ونقلت الوكالة عن السلطات الإيطالية قولها إن أشخاصاً على متن الزورق قالوا إنهم أبحروا من مصر منذ نحو أسبوع. وقال خفر السواحل إنه تم تحديد موقع زورق آخر خلال الليل يحمل 124 شخصاً آخرين قالوا أيضاً إنهم لاجئون سوريون، ورافقهم خفر السواحل إلى ميناء في جزيرة صقلية في ساعة مبكرة من صباح أمس. وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنه منذ بداية العام حتى الأسبوع الأول من الشهر الجاري وصل 21870 مهاجراً بشكل غير مشروع أو لاجئ إلى شواطئ جنوب إيطاليا، وهو ما يعادل ثلاثة أمثال العدد في الفترة نفسها من العام السابق. وزاد عدد اللاجئين السوريين الذين يصلون إلى إيطاليا بانتظام في الشهور الأخيرة، إذ تشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن 3300 وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية آب (أغسطس). ويحاول آلاف المهاجرين الوصول إلى السواحل الجنوبية لإيطاليا كل صيف عندما تكون مياه البحر المتوسط هادئة بدرجة تمكن الزوارق الصغيرة من العبور. وقالت وزارة الداخلية الإيطالية الشهر الماضي إن أكثر من 24 ألف لاجئ وصلوا خلال ال 12 شهراً الماضية، مقارنة مع 17 ألفاً في الفترة نفسها من العام السابق وقرابة 25 ألفاً في العام الأسبق. وفر من الصراع السوري حتى الآن أكثر من مليوني لاجئ، خصوصاً إلى دول مجاورة مثل العراق والأردن وتركيا ولبنان. ويتم نقل المهاجرين الذين تعترضهم السلطات الإيطالية إلى مراكز هجرة تديرها الدولة. ويغادر بعض اللاجئين المباني المحاطة بإجراءات أمنية غير مشددة، سعياً وراء العمل. وفي بروكسيل لم يتوصل الأوروبيون إلى اتفاق على عمل منسق حيال اللاجئين السوريين، بل يعمدون منذ اندلاع النزاع في سورية إلى معالجة مرحلية على أمل ألا تحصل كارثة مع تسجيل حركة هجرة مكثفة لا يملكون الإمكانات لمواجهتها. وقال مسؤول أوروبي لفرانس برس: «في الوقت الراهن يمكننا التعامل مع أعداد اللاجئين الوافدين إلى الاتحاد الأوروبي». وأضاف أن «غالبية اللاجئين لا يريدون المغادرة الآن لأن لديهم الأمل في العودة إلى ديارهم». وأوصت المفوضية الأوروبية كل الدول الأعضاء بتحضير أنظمة اللجوء لدى تدفق السوريين بأعداد كبيرة، خصوصاً في حال حصول ضربة عسكرية غربية ضد النظام السوري. وتشكي إيطاليا من قلة التضامن الأوروبي في شأن تدفق اللاجئين السوريين عليها. لكن القانون الدولي يفرض على البلد الذي يصل إليه اللاجئون أن يستقبلهم ويتعامل وحده مع طلبات اللجوء، فلا مجال لتقاسم العبء ضمن دول الاتحاد.