أنهت أسواق المال والأسهم والنفط حول العالم الأسبوع وهي لا تزال تحت وطأة القرار المفاجئ لمجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (المركزي) ليل الأربعاء بالإبقاء على برنامجه للإنعاش النقدي، وتأثرت بتصريح لمسؤول في المجلس أكد فيه ان الأخير قد يقرر تقليص البرنامج في اجتماعه المقبل آخر الشهر المقبل. وصعدت أسعار العقود الآجلة لخام «برنت» ليل أول من أمس، لكن عقود الخام الأميركي لأقرب استحقاق تراجعت بفعل مبيعات لجني أرباح مع انتهاء تداولها نهاية الجلسة. وارتفعت عقود «برنت» مدعومة بقرار مجلس الاحتياط وتراجع مخزونات الخام الأميركي واستمرار المخاوف في شأن الإمدادات. وأغلق سعر «برنت» للعقود تسليم تشرين الثاني (نوفمبر) مرتفعاً 46 سنتاً أو 0.42 في المئة إلى 109.22 دولار للبرميل. لكن خام القياس الدولي أنهى الأسبوع على خسائر مقدارها 3.3 في المئة، هي أكبر انخفاض أسبوعي في ثلاثة أشهر بفعل عودة بعض الإنتاج الليبي وانحسار احتمالات تنفيذ ضربة عسكرية غربية ضد سورية، فضلاً عما أظهرته إيران من بوادر تشير إلى سعيها لتحسين العلاقات مع الغرب. وهبط سعر الخام الأميركي للعقود الآجلة تسليم تشرين الأول (أكتوبر) 1.72 دولار أو 1.62 في المئة ليسجل عند التسوية 104.67 دولار للبرميل. وتراجعت أيضاً عقود الخام الأميركي تسليم تشرين الثاني. الذهب والعملات وهبط الذهب نحو ثلاثة في المئة مع إقبال المؤسسات الاستثمارية على بيع المعدن النفيس بعدما قال جيمس بولارد، رئيس فرع مجلس الاحتياط الفيديرالي في مدينة سانت لويس، ان المصرف المركزي الأميركي ربما يتحرك الشهر المقبل لخفض برنامجه لشراء السندات الذي أعطى دعماً للذهب لسنوات. وتراجعت الفضة أكثر من خمسة في المئة بينما انخفضت معادن المجموعة البلاتينية اكثر من اثنين في المئة. وتخلى الذهب عن مكاسبه التي حققها بعد قرار مجلس الاحتياط الذي أثار فور صدوره موجة شراء قوية للمعدن الأصفر جعلته يسجل أكبر مكاسب ليوم في أكثر من سنة. وهبط سعر الذهب للبيع الفوري 2.9 في المئة إلى 1325.58 دولار للأونصة في نهاية التعاملات في سوق نيويورك لينهي الأسبوع بلا تغير يذكر بعدما تخلى عن مكاسبه التي سجلها الأربعاء والتي بلغت 4.2 في المئة وهي اكبر زيادة في يوم منذ حزيران (يونيو) 2012. وتراجعت العقود الآجلة الأميركية للذهب تسليم كانون الأول (ديسمبر) 43.40 دولار إلى 1325.90 دولار للأونصة. وهبطت الفضة 5.4 في المئة إلى 21.74 دولار للأونصة. وانخفض البلاتين 2.2 في المئة إلى 1427.00 دولاراً للأونصة بينما تراجع البلاديوم 2.4 في المئة إلى 714.50 دولار للأونصة. وارتفع الدولار قليلاً مبتعداً عن أدنى مستوى له في سبعة شهور أمام سلة عملات مدعوماً بتعليقات بولارد، لكن التوقعات للعملة الأميركية في الأجل القصير تبقى متشائمة، خصوصاً بعد القرار المفاجئ لمجلس الاحتياط الفيديرالي الذي أشار إلى ان معدل البطالة ما زال مرتفعاً، إضافة إلى ارتفاع أسعار فائدة القروض العقارية. ومن شأن ذلك ان يضمن بقاء أسعار الفائدة الأميركية عند مستوياتها المنخفضة تاريخياً لفترة طويلة وهو ما يقوض شهية المستثمرين للأصول المقومة بالدولار. وعقب تعليقات بولارد لامس الدولار أعلى مستوى في أسبوع أمام الين الياباني وارتفع أمام اليورو. وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسة، 0.07 في المئة إلى 80.425 في أواخر التعاملات في سوق نيويورك، مرتفعاً قليلاً عن أدنى مستوى له في سبعة شهور البالغ 80.060 الذي سجله الأربعاء. وأمام العملة اليابانية سجل الدولار 99.33 ين بلا تغير يذكر عن الإغلاق السابق. وانخفضت العملة الأوروبية 0.1 إلى 1.3524 دولار بعدما سجلت أعلى مستوى في سبعة شهور ونصف شهر الخميس. وتراجع اليورو 0.1 في المئة أيضاً أمام العملة اليابانية إلى 134.33 ين لكنه يبقى غير بعيد من أعلى مستوى له في أربعة أسابيع البالغ 134.94 ين الذي قفزت إليه في الجلسة السابقة. الأسهم وتراجعت الأسهم الأميركية مع توخي المستثمرين الحذر وسط التعليقات المتباينة من مسؤولين في مجلس الاحتياط الفيديرالي في أعقاب قراره. وأنهى مؤشر «داو جونز» الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضاً 185.46 نقطة أو 1.19 في المئة إلى 15451.09 نقطة بينما هبط مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» الأوسع نطاقاً 12.43 نقطة أو 0.72 في المئة ليغلق على 1709.91 نقطة. وأغلق مؤشر «ناسداك» الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا منخفضاً 14.65 نقطة أو 0.39 في المئة إلى 3774.72 نقطة. وأنهت المؤشرات الثلاثة الأسبوع على مكاسب مع صعود «داو جونز» 0.6 في المئة و «ستاندرد اند بورز» 1.3 في المئة و «ناسداك» 1.4 في المئة. وتخلت الأسهم الأوروبية عن بعض مكاسبها التي سجلتها في أعقاب قرار المصرف المركزي الأميركي، لكنها واصلت الصعود لثالث أسبوع على التوالي. وأغلق مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى منخفضاً 0.26 في المئة إلى 1262.61 نقطة بعدما سجل في الجلسة السابقة أعلى مستوى له منذ منتصف 2008. وتراجع مؤشر «يورو ستوكس 50» لأسهم الشركات الكبرى في منطقة اليورو 0.3 في المئة بعدما قفز الخميس إلى أعلى مستوى له منذ منتصف 2011. وأغلق مؤشر «داكس» الألماني منخفضاً 0.21 في المئة متراجعاً من أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجلها في الجلسة السابقة. ومن بين البورصات الرئيسة الأخرى في أوروبا أغلق مؤشر «فاينانشال تايمز» البريطاني منخفضاً 0.44 في المئة بينما تراجع مؤشر «كاك 40» الفرنسي 0.06 في المئة.