دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم القوى السياسية إلى عقد «مصالحة وطنية لتحقيق السلم الأهلي»، فيما أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي سعيه إلى سحب الجيش من المدن، وطالب رئيس البرلمان سليم الجبوري بتشكيل «مجلس حكماء» للإشراف على المصالحة. (للمزيد). وأوضح معصوم، خلال ملتقى «الشرق الأوسط للحوار والمصالحة» المنعقد في أربيل، في حضور عدد من الزعماء العراقيين، أن «المصالحة الوطنية خطوة مهمة لتحقيق السلم الأهلي الذي هو الأساس اليوم»، وأشار إلى أن «المجتمع الدولي يولي (العراق) اهتماماً خاصاً، ويشاركه في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي الذي تتلاقى أفكاره مع حزب البعث المنحل». وقال الجبوري إن «الأزمة دفعت إلى طرح مشروع المصالحة والحوار، فنحن نواجه أزمة ثقة بين الأطراف السياسية، وقد انتقلت إلى الجمهور وأصبحت مجتمعية»، مشيراً إلى أن «المصالحة تواجه عقبات، أبرزها السلاح والإسراف الذي حصل في استخدام مصطلح الإرهاب». ودعا رئاسة الجمهورية إلى «تشكيل مجلس حكماء للحوار والمصالحة، برؤية جديدة يكون قائماً على أسس وثوابت من دون تجاوز الدستور مستقبلاً». وسجل مؤتمر أربيل خلافاً في وجهات النظر إزاء الموقف من «آلية وتوقيت» استقلال إقليم كردستان، بين رئيس الحكومة الكردية نيجيرفان بارزاني، وبرهم صالح القيادي البارز في «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني. وقال صالح في مداخلته إن «الاستقلال حق طبيعي للشعب الكردي، وعند مناقشة ذلك بعيداً من الشعارات والمزايدات، لا يوجد أحد يرغب في تحقيق هذا الحلم أكثر من غيره، لكن النقاش يتركز على الخطوة الصحيحة التي يجب اتخاذها في هذا الظرف الذي يواجهه الشرق الأوسط». أما نيجيرفان، فأكد أنه يؤيد «معظم ما ذهب إليه صالح»، ودعا إلى «تنظيم البيت الداخلي»، وزاد: «إذا أردنا أن نتحدث غداً عن الاستقلال وإقناع بغداد بذلك، فإن الحقيقة قائمة: لم يعد هناك وجود للانتماء إلى العراق، الانتماء الآن هو إلى الشيعة والسنّة والأكراد، وهذه مشكلة، ولا توجد خريطة جغرافية باسم العراق، وهذا ليس ذنب الأكراد وليسوا سبباً في التقسيم». إلى ذلك، قال العبادي، في بيان، إن «الأولوية لدعم القوات المسلحة وحسم الحرب ضد الإرهاب، وتحقيق الانتصار». وأضاف: «نطمح إلى إخراج الجيش من المدن وتسليم الأمن إلى وزارة الداخلية وأن تكون الشرطة المحلية والاتحادية هي الأساس في حفظ الأمن». وشدد، خلال لقائه الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات غير المنتظمة في إقليم على «ضرورة إنشاء منظومة أمنية محلية متطورة في المحافظات قادرة على بسط الأمن والاستقرار ومحاربة الجريمة المنظمة». وتابع: «إننا نخوض حرباً حقيقية ضد الإرهاب، يجب أن لا تمنعنا من توفير الخدمات للمواطنين ودعم المزارعين وتشجيع الاستثمار وتحريك الاقتصاد». وتطرق إلى الأزمة الاقتصادية، فأشار إلى أن «المشكلة المالية التي تواجهنا سببها زيادة الإنفاق الاستهلاكي، وأسباب أخرى تتعلق بتراجع عائدات النفط»، إلا أنه لفت إلى «وجود فرصة كبيرة لتحسين الصادرات عبر زيادة الإنتاج والاتفاق على نفط إقليم كردستان». وكانت حكومة العبادي أكدت رغبتها في تحسين علاقتها الإقليمية، فأرسلت خلال الأيام الماضية وفدين، أحدهما برئاسة وزير الداخلية محمد سالم الغضبان إلى قطر، والثاني برئاسة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري إلى تركيا.