يشير المؤرخ صالح السيد خلال حديثه إلى «الحياة» إلى أنه وثق درب الحاج في مؤلفه «ملامح من تاريخ ينبع»، مبيناً أنه الطريق الذي يسلكه الحجاج والقوافل إلى الحرمين الشريفين، وعمل بعض الحكام في أزمنة مختلفة على تحديد مساره في بعض المناطق حتى يسهل سلوكه وتحديد الاتجاه وبذلك تتابع قطر الجمال في ليل أو نهار. وتطرق السيد لدرب الحاج داخل منطقة ينبع عند وصول الحاج من الشمال ونزوله في هجرة نبط، وبالتحديد في منطقة فسيحة تقع جنوب الآبار تسمى «المناخة»، نظراً إلى إناخة الجمال بها، وإقامة قوافل الحجاج هناك، ويليها دبة التصدير، وهي مكان تجمع القوافل وانطلاقها عند صدورها من نبط. وعند دبة المختلع كان أمير ينبع يستقبل أمير الحاج ويعرف بجبل الزينة، إذ يكون أمير ينبع في رجاله وخيوله وأعلامه في هيئة حسنة، ولذلك سمي «جبل الزينة»، ثم يحضر قاضي ينبع، ثم يتقدم أمير الحج ويلبس أمير ينبع وبحضور الجميع التشريف السلطاني المجهز من الديوان السلطاني، وهو عبارة عن وشاح أو عباءة يفيد استمراره في الإمارة، ثم يركب أمير ينبع فرسه ويساير أمير الحاج حتى يصل إلى مخيم أمير الحاج، وهناك يترجل عن فرسه ومن معه ويجلسون في المخيم لسماع الحكم المجهز له على يد أمير الحاج، وهذا الحكم يمثل الصلاحيات الإدارية والمهام المطلوبة، ومنها: حسن القيام بتلقي أمير الحاج وأهل الركب، والاجتهاد في حراستهم وغيرها، ويتوزع نزول القوافل بين قرية الأشراف وقرية البركة وقرية السانية بحسب توافر المياه، وهي المنطقة التي كانت تعرف قديماً بالعشيرة. أما الحجاج والقوافل التي تنطلق من ينبع البحر، فعند خروجها من ينبع تتجه جنوباً إلى أن تصل إلى المعيزلة على بعد 14 كيلو متراً عن ينبع، ومنها ينقسم الطريق إلى قسمين: قسم يتجه إلى المحلة، حيث يسلك السباعية، ومنها إلى الفجيج، ثم ينزل إلى بئر سعيد بوادي الرشا، وهناك سوق للقوافل آثاره قائمة إلى اليوم، ثم من بئر سعيد إلى واسط، ثم إلى «بئر المرأة»، ومنه إلى ريع ذفران، وأحياناً يمر الطريق ب«بئر المسيحلي».