لا تجد «موطئاً لقدم» أو «مكاناً لحجر» إلا وتجد شاهداً يعيدك لجزء من تاريخ الحضارة الإسلامية، فخصصت مدينة ينبع بعدد من المواقع بشرف ارتباطها بخدمة الإسلام والمسلمين، كونها مجاورة للمدينة المنورة، فأينما اتجهت داخلها تجد «رضوى» الجبل التاريخي العتيق، يسجل الكثير من الأحداث منها قربه من «درب الحاج» الذي يسلكه المسلمون القادمون إلى بيت الله الحرام والمسجد النبوي من شمال أفريقيا، والذي أعد لأعوام طويلة ماضية كمحطة برية تخدم الحجاج الذين رحلوا بعد توقف رحلاتهم وبقي لهم أجر المشقة للوصول إلى الأماكن المقدسة، إضافة إلى أثرهم الذي نقش كنواياهم الطاهرة لكسب المثوبة. «درب الحاج الينبعي»، تغنى به الشعراء بقولهم «طاب فيه للحجاج مقام تحية مباركة من ربنا وسلام»، حظي بتناول المؤرخين والهواة له في أبحاثهم، ولم يقف عند حدهم فقط، بل تعدى ذلك إلى اندراج الموقع الأثري ضمن فعاليات مهرجانهم البري الأول، ليعيد التاريخ نفسه من خلال الأثر التاريخي الذي يوثق لنفسه داخل القرى والهجر في محافظة ينبع. مئات المشاركين سينطلقون في كرنفال رياضي سيراً على الأقدام في جزء محدد من درب الحاج التاريخي كما أوضح رئيس اللجان التنفيذية لمهرجان ينبع البري مسعود الجباري، وأمين اللجنة السياحية في محافظة ينبع يوسف الوهيب مروراً بعدد من الآبار التاريخية، للتنافس على الحصول على مراكز متقدمة والظفر بجوائز المهرجان، إذ ستوجد لجان للتسجيل وحصر المتسابقين والكشف الطبي، إضافة إلى إقامة مراكز استراحة للمتنافسين. وجدت السياحة في ينبع هذا العام للحفاظ على هويتها، وبدأت العمل في اتجاهات عدة رصدت «الحياة» غالبيتها من خلال التصريحات الرسمية للمسؤولين عن تنمية السياحة في ينبع.