يبلغ عدد المواقع في محافظة بيشة أكثر من 200 موقع أثري، تمثل المراحل التاريخية التي مرت بها المنطقة قبل الإسلام وبعده. من أبرزها الطريق الذي سلكه أبرهة الحبشي متجهاً عبره إلى مكةالمكرمة، إضافة إلى قلاع ونقوش وقبور يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الإسلام. ووفقاً لدراسة أعدها الباحث التاريخي محمد بن جرمان، فإن عدد المواقع الأثرية في المحافظة يبلغ 203، منها 89 موقعاً للرسوم والنقوش الصخرية تحتوي على 5090 رسماً و931 نقشاً كتابياً، تتصدرها النقوش الإسلامية ب539 نصاً، منها سبعة نصوص مؤرخة، والبقية يراوح تاريخها بين القرن الأول والقرن الرابع الهجري، تليها النقوش الثمودية عدداً، ب 334 نصاً، ثم نقوش المسند الجنوبي 49 نصاً، وأخيراً نقوش الخط النبطي وهي تسعة نصوص. فيما بلغ عدد مواقع القلاع والحصون الحربية والمنازل والقرى القديمة 21 موقعاً، إضافة إلى معالم وآثار مسار طريق الحج الأعلى المعروف باسم «طريق الفيل»، إلى جانب مسار التجارة القديم المعروف ب«دروب البخور» إلى جانب المستوطنات التعدينية كالعبلاء، والمشق، والمعدن. ويحتوي موقع العبلاء الأثري الذي تكثر فيه النقوش التاريخية، على منطقة التعدين التي كان يستخرج منها الذهب والنحاس خلال العهد العباسي وحتى الآن، إذ كانت الدول العباسية تسك النقود باسم الخليفة. ويعد قصر شعلان من الآثار التي ترصد مراحل بيشة خلال العهد السعودي، إذ سكنه صالح بن شعلان الذي كان تابعاً للدولة السعودية الثانية عام 1230ه وذكر المهتم بالأبحاث محمد الشهراني في حديث ل«الحياة» أنه أجرى دراسة لوصف مسار جيش أبرهة الحبشي أثناء مروره في بيشة، مشيراً إلى أنه عثر في الطريق الذي سلكه الجيش على نقوش ظاهرة في بعض الجبال. وطالب بتشكيل لجنة عليا للاهتمام بالآثار في بيشة وحمايتها من الاندثار، إضافة إلى دعم عمليات التنقيب فيها. من ناحيته، قال الباحث محمد العواجي إن بيشة تحوي آثاراً مهمة، نظراً إلى أنها كانت حلقة وصل بين نجد وجنوب الجزيرة العربية وممراً للجيوش منذ آلاف السنين، فضلاً عن مرور الطريق التجاري الذي كان يربط بين شمال الجزيرة العربية وجنوبها المعروف بدروب البخور. من جهته، أكد محافظ بيشة مساعد التمامي أنه يوجد حالياً متحفان أنشأهما مواطنون في المحافظة، بها عديد من الآثار التاريخية «لكن لا يزال هناك عديد من المنازل التاريخية والأبنية بحاجة عاجلة وماسة إلى تدخل الهيئة العامة للسياحة والآثار لدراستها ورفع كافة البيانات عنها وترميمها وترقيمها وتسميتها».