قدم النائب اللبناني ميشال المر ترشيحه الى الانتخابات النيابية، معلناً تصوره لبرنامج عمله للسنوات الأربع المقبلة، ومنتقداً مواقف «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي الذي كان ينتمي إليه، خلال فترة المجلس النيابي الحالي. وخصص المر في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس، في حضور 45 رئيس بلدية من أصل 47 و 128 مختاراً من اصل 160 في المتن الشمالي (وفق احصاء المر)، فضلاً عن ممثلي هيئات أهلية وفاعليات قيادية من المهن الحرة، جزء من كلمته للحديث عن محاسبة النائب عما فعله خلال السنوات الأربع الماضية، وعاد بالذاكرة الى «النواب الذين انتخبتموهم عام 2005 وما قاموا به»، وقال: «بعد انتخابنا بأيام عرضوا علينا الانضمام الى التكتل النيابي (برئاسة النائب ميشال عون) الذي كانوا بصدد إنشائه ورحبنا بانفتاح بالعرض لأنه يلبي طموحاتنا وآمالنا من جهة، ومن جهة ثانية لأن نتائج الانتخابات افرزت تكتلات نيابية من الطوائف الاخرى في المجلس الجديد وكان ينقصها تكتل مسيحي قوي يقوم بدور مهم ويكون بيضة القبان على الساحة السياسية بين فريقي المعارضة والموالاة ويشكل صمام الأمان وأداة للتوازن الوطني في مسيرة الحكم كي يصبح هذا التكتل الداعم الأول والقوي لرئاسة الجمهورية ورئيسها المسيحي فيتمكن الرئيس المدعوم من هذا التكتل من إدارة دفة الحكم بحياد وتجرد ويكون الحكم بين الفرقاء، وليتمكن أيضاً من اخراج لبنان من لعبة المحاور الإقليمية والدولية على ارضه ويعود لبنان سيداً حراً مستقلاً، ويكون للمسيحيين دور أساسي بذلك بفضل هذا التكتل». وأضاف المر: «لكن سرعان ما اصبنا بخيبات الامل لأن التكتل اصبح بعد اشهر قليلة من إنشائه في موقع فريق من الفريقين المتنازعين على الساحة السياسية في لبنان، ولم يعد بإمكانه القيام بالدور المطلوب منه على الساحة المسيحية أو اللبنانية، وبعد ذلك بدأ التكتل بالمواقف السلبية تدريجاً واحداً تلو الآخر». وعدد بعض هذه المواقف مثل «مقاطعة انتخاب رئيس المجلس النيابي، والانسحاب من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ومقاطعة رئاسة الجمهورية من دون مبرر، ومقاطعة بكركي، والتهجم على البطريرك وهو المرجعية الروحية والوطنية التي تحاول إنقاذ الوطن، والمشاركة في الاعتصامات في قلب بيروت، والدعوة والمشاركة في الإضرابات والتظاهرات، ومقاطعة انتخابات رئيس الجمهورية، وتعطيل جلسات الانتخاب أكثر من 10 مرات، والتسبب بالفراغ والشغور في مركز رئاسة الجمهورية على مدى اشهر عدة، واتخاذ مواقف سلبية لعرقلة المبادرة العربية المتعلقة بحل الأزمة اللبنانية، وعدم تنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب المتخذ بالإجماع والذي يقضي بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً، ورفض اقتراح الثلاث عشرات عند تأليف حكومة وحدة وطنية أي رفض إعطاء صلاحيات لرئيس الجمهورية كان الطائف انتزعها منه». وأشار الى انه كان يحاول داخل التكتل في كل مرة تعديل هذه المواقف، «لكن مع الأسف لم نلق أي تجاوب حتى من نواب المتن الذين انتخبتموهم، وعندما قطعنا الأمل طلبنا منكم بان نجتمع في قصر المؤتمرات في ضبية في أوائل نيسان (أبريل) 2008 وقررنا سوية العودة لاستقلاليتنا في العمل السياسي وترك هذا التكتل بسبب المواقف السلبية التي اتخذها». وطلب المر من الناخبين ألا «يتأثروا بالشعارات الرنانة التي تطلقها وسائل الإعلام المضللة»، داعياً الى تذكر «الحروب العبثية والاغتيالات والشهداء والدمار والإرهاب وضرب السلم الأهلي وتعطيل الاستقرار والأزمة المعيشية والاقتصادية ومن كان السبب بكل ذلك»، وكذلك لتذكر «هجرة الشباب ومن كان السبب»، والى تذكر «التعطيل والفراغ في جميع المؤسسات الدستورية والأضرار التي نتجت منها سياسياً وأمنياً واقتصادياً ومن كان السبب، وعندما تتذكرون كل ذلك يمكنكم ان تقرروا كيف ومن تنتخبون». وبعدما شرح برنامج عمله ولا سيما تشديده على «لعب دور إعادة التوازن الوطني لكي لا تعود الأزمات السياسية وما ينتج منها من تداعيات أمنية في الشارع وكلها تؤدي الى أزمات معيشية واقتصادية، ودعم كل الخطوات التي تودي الى إعادة بناء الجيش وسائر القوى الأمنية، لأن اللبنانيين أصبحوا بحاجة ملحة الى القوات المسلحة الشرعية لكي تعطي الطمأنينة للمواطنين وتضبط الأمن وحدها في كل المناطق اللبنانية»، وبعدما أشار الى اعتماد ما جاء في خطاب القسم لرئيس الجمهورية في «الأمور السياسية الأخرى»، شدد على ان «منطقة المتن تشكل في عدد نوابها القوة الضاغطة التي ستدعم قيام القانون والمؤسسات وتدعم الشرعية لكي تتمكن من إتمام عملية الإنقاذ»، داعياً المناصرين الى «التكاتف مع اللائحة التي سنؤلفها مع حلفائنا في المتن خلال الأيام المقبلة».