أشار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للمرة الأولى إلى أن باريس قد تسلح مقاتلي المعارضة السورية «في إطار منظم» بعدما باتوا الآن محصورين بين الحكومة السورية من جانب والإسلاميين المتشددين من جانب آخر. وجاء ذلك قبل زيارة من المقرر أن يقوم بها رئيس «هيئة الأركان» في «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس إلى باريس الأسبوع المقبل للقاء مسؤولين في مجالات الدفاع والاستخبارات. ولاحظ هولاند الذي كان يتحدث في مالي أن الروس يزودون الحكومة السورية الأسلحة، وقال إن بلاده قد تزود مقاتلي المعارضة السلاح، مضيفاً: «لكننا سنفعل ذلك في سياق أوسع مع عدد من الدول وفي إطار يمكن التحكم فيه لأننا لا نقبل أن تسقط الأسلحة في أيدي الجهاديين الذين قاتلناهم هنا» في مالي. وتحدث هولاند في مؤتمر صحافي في باماكو حيث حضر احتفالاً لأداء الرئيس المالي الجديد اليمين الدستورية. وتحجم فرنسا، أحد أشد منتقدي حكومة بشار الأسد، حتى الآن عن تسليح مقاتلي المعارضة على رغم رفع حظر السلاح الذي كان يفرضه الاتحاد الأوروبي في حزيران (يونيو) الماضي خشية أن تسقط الأسلحة في أيدي الإسلاميين المتشددين. وتقدم باريس مساعدات غير فتاكة تتراوح بين السترات الواقية من الرصاص وأجهزة الرؤية الليلية ومعدات الاتصالات. وكان تركيزها الرئيسي على المساعدة في هيكلة قيادة «الجيش الحر» وتقديم التدريب للمقاتلين في الأردن وكذلك تبادل معلومات استخبارية. وأضاف هولاند: «في ما يتعلق بتقديم أسلحة قلنا دائماً أننا نريد السيطرة على هذه الإمدادات حتى تذهب حقاً إلى الجيش السوري الحر لإنه يمثل الائتلاف الوطني السوري الذي نعترف به ممثلاً شرعياً للشعب السوري وهو الآن محصور بين المطرقة والسندان». وتابع: «المطرقة هي غارات النظام السوري الجوية وأفعاله والسندان هو الإسلاميون المتشددون». وكان هولاند التقى خلال الأسبوع الفائت عدداً من كبار المسؤولين العرب وتعهد زيادة المساندة العسكرية إلى المعارضة للمساعدة في تغيير ميزان القوة على الأرض.