دافع الرئيس السوداني عمر البشير أمس عن خطط حكومته لرفع الدعم عن المحروقات، وسط تحسب من احتجاجات على ارتفاع اسعار السلع والخدمات، بينما تظاهر آلاف في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وقال البشير، في لقاء مفتوح مع طلاب حزبه أمس، أن المواطنين صاروا إما أثرياء يتمتعون بالمال ويكنزون الذهب ويركبون السيارات الفاخرة ولديهم ارصدة مالية في الخارج أو فقراء يعيشون على حد الكفاف ولا يجدون ما يكفيهم لقوت عيالهم. وافاد ان خطط الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات سيُعالج الفوارق بين الاغنياء والفقراء حتى يذهب الدعم الى مستحقيه من الفقراء. واعترف البشير بضعف أجور العاملين في الدولة ما دفع آلاف المواطنين الى الهجرة وكشف ان الشرطة فقدت حوالى 60 في المئة من كوادرها بسبب ضعف اجورهم. الى ذلك شهدت نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، امس تظاهرات غاضبة على تردي الأوضاع الأمنية في أكبر مدن الإقليم، ووصلت التّظاهرات التي انطلقت عقب تشييع رجل أعمال اغتيل مع نجله ليل الأربعاء إلى مقر حكومة الولاية وسط أنباء عن سقوط شخصين واصابة العشرات برصاص الشرطة والامن. وكان مجهولون مسلحون، أغتالوا إسماعيل وادي أشهر رجال الأعمال في نيالا، مع نجله واصابوا ابن اخته، كما اغتال مجهولون الثلثاء، رجلاً وزوجته داخل منزلهما في المدينة. ورشق المحتجون مبنى الحكومة الولائية بالحجارة بعدما حاصروه وأحرقوا سيارات حكومية وجزءاً من المبنى قبل أن تتدخل الشرطة وتفرق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع وتطلق الرصاص في الهواء. وذكرت معلومات ان حاكم الولاية اللواء آدم محمود خرج من مكتبه بسيارة مدرعة وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للحكومة منها «الشعب يرد تغيير النظام»، و»مليون شهيد لعهد جديد». واستمرت أصوات الأعيرة النارية تسمع بين الحين والآخر في نيالا بحسب شهود عيان، وخلت الطرقات من المواطنين وأغلقت الأسواق في المدينة ابوابها. وقالت مصادر حكوميه أن جهات معارضة أطلقت النار على متظاهرين لتزيد الاوضاع تعقيداً، بينما زعم معارضون أن القتيلين سقطا برصاص القوات الحكومية وسط اشاعات عن اقتراب دخول المعارضة المسلحة الى المدينة التي يقتنها ثلاثة ملايين مواطن.