يرتفع صوت المولد الكهربائي في شوارع مصر، في اللحظة نفسها التي تنقطع فيها الكهرباء. إذ يجد أصحاب المحلات التجارية والورش والمصانع الصغيرة في المولّد "المنقذ" من خسائر فادحة قد تلحق بأعمالهم جراء الانقطاع المتكرر للكهرباء. وفي حين يعتبره البعض بطل مصر الخارق الذي يحمل حلاً لمشكلة الكهرباء التي زادت حدتها في الفترة الماضية، يرى آخرون أنه ليس إلا مشكلة أخرى على كاهل المواطن. ويقول فرحات العربي (صاحب فرن خبز سياحي)، إنه استعان بالمولد الكهربائي منذ عام تقريباً، «بعدما تكبّدت سبعة آلاف جنيه خسائر فساد عجين الخبز». وعلى رغم أن المولد أنقذ العربي من خسائر فادحة، كما أشار، إلا انه لم يحل المشكلة بالكامل، ف«المولد صيني اشتريته ب 4500 جنيه، ويتعطّل في شكل دائم، ما يكبّدني مصاريف لإصلاحه، بجانب خسائر الوقت الذي يتم إصلاحه فيه»، يضيف فرحات بنبرة يأس واضحة. في المقابل، يؤكد أحمد سمير السبكي (صاحب مقهى)، أنه «لولا المولّد لكان المقهى أُقفل»، في إشارة إلى النفع العائد عليه من المولد الكهربائي. ويشرح أن للمولّد مفعولَ السحر في زيادة الزبائن في فترات انقطاع التيار الكهربائي، ف«الشباب يأتون للمقهى للاستفادة من وجود تيار كهربائي، ويشحنون هواتفهم وأجهزتهم المحمولة». في شارع طلعت حرب، في وسط البلد في القاهرة، يكاد يندر وجود محل من دون مولد كهربائي على مدخله، كأنما ينتظر للقيام بدوره مع عند انقطاع التيار، رافضاً أن يغرق أحد أكبر الشوارع التجارية في مصر في ظلام دامس. وعلى رغم ذلك، يرى حازم السيد، صاحب محل أحذية في شارع طلعت حرب، أن المولد الكهربائي لم يحل المشكلة بشكل كامل، وإنما حلها بنسبة 50 في المائة. فمولده الكهربائي الذي اشتراه قبل ثلاث سنوات يعمل بمادة البنزين، ما يكلفه 60 جنيهاً مصرياً في الأسبوع، عدا عن فاتورة الكهرباء العادية التي يدفعها، وهو ما يزيد الحمل على عاتقه. يعتمد السيد على المولد إلى درجة كبيرة «حتى أصبح العمل بالمولد هو القاعدة، والعمل بالتيار الكهربائي هو الاستثناء»، يقول بسخرية. وفي ما يخصّ أسعار المولدات الكهربائية، يقول مدحت ممدوح، صاحب محل مولدات كهربائية في شارع الجمهورية في القاهرة، إن الأسعار شهدت ارتفاعاً كبيراً قبل شهر رمضان، وزاد الثمن بنسبة لا تقل عن 30 في المائة، بينما ارتفع إقبال المواطنين على الشراء في السنوات الثلاث الأخيرة إلى الضعف. ويضيف ممدوح: «المولد القادر على توليد 5 كيلو واط، إلى 6 كيلو واط، صيني الماركة، يتراوح سعره بين 1500 إلى 1700 جنيه، والمولد الإيطالي يبلغ سعره 3200 جنيه، والياباني 3600 جنيه». غالبية المولدات الموجودة في السوق تعاني من عيوب، ومدة صلاحيتها محدودة. ويستغل تجار عدم وعي المواطن ويبيعونه مولدات بأكثر من سعرها الأصلي، ف«المولد المصنوع في الصين يبلغ سعره عند بعض التجار 3 آلاف جنيه، وبطاريته لا تعمل بجودة عالية»، كما يقول ممدوح.