أنعشت الانقطاعات المتكررة للكهرباء في العديد من أحياء الرياض خلال الصيف «القائظ» تجارة مولدات الكهرباء، بعد أن وجد الكثيرون ممن انقطعت عنهم التيار الكهربائي ضالتهم في شراء تلك المولدات، التي ارتفعت مبيعاتها بنحو 150 في المئة وفق عاملين في هذا المجال.وتشهد سوق مولدات الكهرباء في حراج بن قاسم طلباً كبيراً خلال الفترة الحالية، وبعد أن كان غالبية من يرتادون هذه السوق هم من هواة الرحلات البرية أو الذين يمتلكون استراحات في أماكن بعيدة عن العمران، دخلت فئة جديدة إلى السوق، وهم أصحاب المنازل الذين انقطعت الكهرباء عن منازلهم. ويقول مدير مبيعات أحد محال بيع مولدات الكهرباء عبد القادر جمشيد ل «الحياة»، إن «موسم الصيف في العادة لا يشهد طلباً كبيراً على المولدات، غير أن الانقطاع المتكرر للكهرباء أسهم في انتعاش السوق ونمو الطلب على المولدات الكهربائية، وبخاصة الكبيرة منها التي تستطيع أن تشغل المكيفات والثلاجات في المنازل، وهذه المرة الأولى التي تشهد سوق المولدات الكهربائية طلباً عالياً في الصيف». وأضاف: «أيام الإجازة الأسبوعية (الخميس والجمعة) تشهد سوق المولدات المستعملة ازدحاماً لم نره من قبل، إذ إن كل محل يبيع في هذين اليومين نحو 20 مولداً كهربائياً، في حين تمر الأيام الأخرى من دون أن يبيع المحل أكثر من مولدين في أحسن الأحوال». وأشار جمشيد إلى إن موسم الشتاء ينعش السوق، إذ تسهم الرحلات البرية في نمو الطلب إذ يفضل المتنزهون قضاء أيام عدة في البر، ما يستوجب شراء مولد كهربائي متنقل، «وحين يجتمع موسم الشتاء مع الإجازة المدرسية فهذا الوقت هو أفضل الأوقات بيع المولدات سواء المستخدم منها أو الجديد». من جهته، يقول مشرف أحد محال بيع المولدات الكهربائية سليم صالح إن المواطنين الذين انقطعت الكهرباء عن منازلهم خلال الأيام الماضية، وبعد مرور أيام من دون إصلاح الخلل وإعادة التيار الكهربائي وتكرار الانقطاع اضطروا إلى شراء مولدات، وبخاصة أنهم خسروا مبالغ كبيرة جراء تعطل الأجهزة الكهربائية في منازلهم. وتابع قائلاً: «هذه الفترة شهدت ارتفاعاً في الطلب على ماكينات توليد الكهرباء بنسبة تصل إلى 150 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي»، وفي السابق كان الزبائن يشترون المولدات إما لرحلاتهم البرية أو للاستراحات البعيدة، في حين يكون الهدف حالياً هو الشراء للمنازل الواقعة في قلب مدينة الرياض. وعن أكثر أنواع المولدات طلباً من الزبائن قال صالح: «الزبائن يشترون المولدات متوسطة الحجم التي يتراوح سعرها ما بين 8 إلى 22 ألف ريال للمستعمل، وهو ثلث قيمتها لو كانت جديدة، كما أن سعر المولد يرتفع وفق قوة إنتاجها من الكهرباء، فبعضها تستطيع تشغيل أكثر من 15 مكيف «فريون» المعروف باستهلاكه الكبير من الطاقة». أما مالك محل بيع مولدات كهربائية قاسم دغريري، فأشار إلى أن غالبية مولدات الكهرباء الموجودة في السوق المحلية هي صناعة ألمانية وإنكليزية وأميركية ويابانية، وتستحوذ الألمانية والانكليزية على اهتمام غالبية الزبائن نظراً لجودتها وتوافر قطع غيارها، وهي تعتبر أرخص من غيرها، وفي حين أن الصناعة اليابانية ذات جودة عالية، فإنه يعاب عليها ارتفاع أسعار قطع غيارها. وأكد دخول مولدات مصنعة في الصين المنافسة في السوق وتباع بسعر منخفض، ولكنها ضعيفة الجودة وقطع غيارها قليلة، كما أن عدم وجود وكلاء محليين لها أسهم في عدم الإقبال عليها بالشكل المطلوب. ودعا دغريري من يرغب في شراء مولد الكهرباء إلى التأكد من نوعه قبل الشراء، وكذلك توافر قطع غياره، وقدرة المولد التشغيلية، والطاقة التي يستطيع توليدها، لأن بعض الزبائن يشتري بعض المولدات الصغيرة التي لاتشغل أكثر من ثلاثة «لمبات»، في حين أنه يرغب في توليد طاقة تستطيع تشغيل ثلاثة مكيفات، وهذا الأمر أوقعنا في حرج مع الكثير من الزبائن الذين لا يعرفون الكم الذي يحتاجونه من الكهرباء أو نوع المولد الذي يلبي حاجتهم. ويوضح مواطن التقته «الحياة» في جولتها يدعى فهد العتيبي، أنه أتى إلى السوق من أجل شراء مولد يكفي لثمانية منازل في القرية التي يسكن فيها بالقرب من محافظة الدوادمي، وأنه اتفق مع جيرانه على شراء المولد بعد انقطاع الكهرباء عنهم بشكل متواصل خلال الأيام الماضية.