أثار السيناتور الأميركي جون ماكين نقاشات في روسيا، بعد نشره مقالاً في موقع إلكتروني روسي تحت عنوان: «الروس يستحقون أفضل من بوتين»، واضطر الكرملين إلى التعليق مؤكداً أنه «لن يدخل في جدل مع رجل من وراء المحيط». وأتى مقال ماكين رداً على مقال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الأسبوع الماضي، وحمل فيه بوتين بقوة على سياسة نظيره الأميركي باراك أوباما حيال سورية، وحذر الأميركيين من أن «الملايين من سكان العالم أصبحوا يرون أن الولاياتالمتحدة ليست نموذجاً للديموقراطية بل رمزاً للقوة الغاشمة التي تجمع حولها حلفاء وفق مبدأ من ليس معنا فهو ضدنا». وفي حينه، تعهد السناتور الذي هاجم بوتين في مناسبات عدة بالرد على الرئيس الروسي في مقال أعلن إنه سينشره في صحيفة «برافدا» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الروسية. وأثار هذا الكلام لماكين سخرية في روسيا، ودفع البعض إلى الحديث عن أن السناتور الأميركي «ما زال يعيش في زمن الحرب الباردة ويظن أن برافدا الصحيفة الأوسع انتشاراً وتأثيراً في روسيا كما كانت في العهد السوفياتي»، علما بأن «برافدا» حالياً، صحيفة محدودة التوزيع. لكن إعلان ماكين دفع زعيم الشيوعيين الروس غينادي زيوغانوف إلى استغلال خطأ السناتور الأميركي وقال إن «الجريدة مستعدة أن تثبت لماكين إن روسيا فيها حرية صحافة، لكنها تشاطر الكرملين الرأي في السياسة الخارجية وخصوصاً في ما يتعلق بالوضع في سورية». وكتب رئيس تحرير «برافدا» افتتاحية قال فيها إن الجريدة تفتح صفحاتها لماكين في حال «أعلن تأييده حلاً سياسياً في سورية وعارض في شكل صريح منطق محاولة تصدير الديموقراطية إلى بلدان العالم». المثير، أن المقال الموعود صدر أمس، في موقع إلكتروني صغير يحمل اسم «برافدا- رو» وهو موقع مستقل أسسه قبل سنوات فريق من العاملين السابقين في «برافدا» عارضوا سياسات الحزب وابتعدوا بموقعهم عن الشعارات الشيوعية. وأدى الخلط بسبب تقارب الاسمين إلى إثارة جدل عند أوساط عدة. وحمل مقال ماكين انتقادات حادة لبوتين، وأكد فيه خطأ ما يروج عنه بأنه «يحمل وجهات نظر معادية لروسيا»، وقال إنه «يؤمن بعظمة الشعب الروسي وطموحه نحو العيش في مجتمع العدالة». لكنه رأى أن «روسيا تستحق قيادة أفضل من الحالية»، وزاد إن هدفه من نشر المقال هو «كشف التزوير الذي يستخدمه قادة روسيا للحفاظ على سلطتهم وتبرير الفساد». وخاطب ماكين الروس قائلاً إن بوتين ومساعديه «لا يحترمون كرامتكم ولا يعترفون بسلطتكم عليهم، إنهم يعاقبون ويعتقلون معارضيهم ويتلاعبون بانتخاباتكم ويتحكمون بوسائل إعلامكم ويلاحقون ويهددون ويمنعون المنظمات التي تدافع عن حقكم بتقرير مصيركم». وأضاف: «بهدف الحفاظ على سلطتهم يشجعون الفساد في محاكمكم واقتصادكم، ويرهبون ويقتلون الصحافيين الذي يحاولون كشف فسادهم». ودفعت لهجة المقال الكرملين إلى التعليق بعدما أثارت نقاشات واسعة على المدونات وفي شبكات التواصل الاجتماعي، وقال الناطق باسم الديوان الرئاسي ديمتري بيسكوف أن الكرملين «لن يدخل في جدل مع سناتور أميركي معروف بأنه ليس من المعجبين بالرئيس بوتين، إنها وجهة نظر إنسان يعيش وراء المحيط». وتعليقاً على عنوان المقال، قال بيسكوف:» أعتقد أن الروس أنفسهم قادرون على تحديد القيادة التي يستحقونها وهم يشاركون بالانتخابات ولا يمكن لوجهة نظر أن تؤثر على إرادتهم».