لم يتناوب أفراد الأسرة العربية القادمة إلى السعودية لأداء مناسك العمرة في الخروج من المنزل للعمل والبحث عن «لقمة» العيش بعد تخلفها عن العودة إلى بلادها، بل تمثل تناوبها في امتهان التسول لكسب المال، ل«تتعدد السبل والهدف واحد». 27 فرداً من أسرة عربية واحدة تقطن في منزل بحي كيلو ستة جنوبجدة، امتهنوا فرداً فرداً التسول بشكل يومي، إذ يتم تبديل الأطفال من موقع لآخر حتى لا ينكشف أمرهم. ومن خلال عمليات تتبع المتسولين، رصدت إحدى فرق شعبة التحريات والبحث الجنائي من خلال أعمالها اليومية لمتابعة تلك الفئة المكونة من أطفال، نساء، ورجال، إذ بعد إجراء عمليات التحري اللازمة والتوثيق التام لذلك التشكيل بالصور الفوتوغرافية والفيديو بشكل سري، صدرت أوامر مدير شرطة جدة اللواء عبدالله القحطاني بإلقاء القبض على كامل التشكيل. وقال المتحدث الرسمي بشرطة جدة الملازم أول نواف البوق إنه اتضح أن الفئة يقطنون في منزل بحي كيلو ستة جنوب المحافظة، وتم دهم المنزل وعثر بداخله على العناصر كافة التي تم رصدها ميدانياً من أطفال ونساء ورجال. وأضاف: «كان إجمالي المقبوض عليهم 27 شخصاً منهم، ثلاث رجال، سبع نساء، وعدد 17 طفلاً أعمارهم من عام ونصف العام حتى 13 عاماً، ومن خلال التحقيق الأولي اتضح أن جميع المقبوض عليهم أسرة واحدة من جنسية عربية، قدموا للبلاد قبل شهرين بغرض أداء مناسك العمرة، إلا أنهم تخلفوا عن العودة لبلادهم وقاموا بامتهان التسول». وبين أنه تم استداعاء صاحب المنزل الذي قام بتأجير المنزل عليهم لتطبيق الأنظمة والتعليمات بحقه، وهو سعودي الجنسية في العقد الثالث من العمر. كما جرى إحالة جميع الأشخاص لإدارة متابعة الوافدين بجدة بحكم الاختصاص لاستكمال الإجراء بحقهم والمنصوص عليه نظاماً. وزاد: «إن التعاون مع مثل تلك الفئة أمر غير مقبول، لأن فيه توجيه للمال إلى غير مستحقيه، ناهيك عما تؤول إليه الاستخدامات لذلك المال والمجموع بطرق تستغل المواطنين والمقيمين وتستخف بعقولهم، بينما توجد هناك قنوات رسمية لاستقبال الصدقات عبر الجمعيات الخيرية المعتمدة والمعروفة برامجها وأعمالها». وشدد على ضرورة الإبلاغ عن أي ملاحظات أو تجمعات لأشخاص يمتهنون ذلك الأسلوب، مناشداً المواطنين بعدم تسكين أي مخالف لأنظمة الإقامة والعمل لما في ذلك من ضرر يعود على المجتمع.