دعا الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن أمس مجلس الأمن إلى تبني قرار صارم يضع إطاراً سريعاً وآمناً وقابلاً للتنفيذ، للتخلّص من كل الأسلحة الكيماوية في سورية. وقال راسموسن بعد محادثات أجراها مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن، إن «استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة وانتهاك للقانون الدولي، ويتطلب محاسبة المسؤولين عنه». وأضاف: «نتوقع من النظام السوري أن يمتثل في شكل كامل لمطالب المجتمع الدولي. وفي حال لم يفعل نحتاج إلى ردّ دولي قوي». وأعرب راسموسن عن اعتقاده بأن التهديد الحقيقي بالعمل العسكري «كان السبب وراء منح الديبلوماسية فرصة للتوصّل إلى اتفاق بشأن الأسلحة الكيماوية السورية»، مشدداً على ضرورة «إبقاء الخيار العسكري على الطاولة لإعطاء زخم للجهود الديبلوماسية والسياسية». وأكد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أن بلاده سترد على أساس شرعي عند الضرورة على أي هجوم، وحذر في إطار تعليقه على إسقاط طائرات تركية مروحية عسكرية سورية الاثنين الماضي من أي محاولة لاختبار رباطة جأش تركيا، وقال «لن نتردد في توجيه الرد المناسب». في المقابل، انتقد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أمس، إرسال أسلحة إلى المجموعات «الإرهابية» في سورية. وقال لدى استقباله مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، إن «الدعم العلني لبعض الدول من خلال تزويد المجموعات الإرهابية ومنظمة القاعدة بالسلاح، فاقم الأوضاع الإنسانية بشكل ملحوظ». وطالب ب «ضرورة وضع مخطط عملي وجاد لنزع الأسلحة الكيماوية التي تمتلكها المجموعات الإرهابية في سورية، بموازاة تحديد مصير الأسلحة التي تمتلكها الحكومة السورية». إلى ذلك، أعلنت الصين أمس موافقتها على إجراء مناقشات في شأن سورية في مجلس الأمن، مكررة الدعوة إلى حل سياسي للأزمة. وصرح الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي بأن «الصين تمسكت دائماً بحل قضية الأسلحة الكيماوية السورية والتخلص منها في إطار مجلس الأمن، وفي الوقت نفسه تتمسك بتشجيع الحل السياسي. نريد أن نظل على اتصال مع جميع الأطراف في ما يتصل بهذه المسائل». ورفض التعليق على ما إذا كانت الصين ستؤيد قراراً في مجلس الأمن يشير إلى احتمال استخدام القوة في سورية إذا لم تلتزم وتسلم أسلحتها الكيماوية. وكرر البابا فرنسيس أمس دعوته إلى حل ديبلوماسي للأزمة السورية، ودعا كاثوليك العالم البالغ عددهم 1.2 مليار إلى الصلاة من أجل السلام. وأضاف خلال عظته الأسبوعية في ساحة القديس بطرس: «قلبي مع الشعب السوري العزيز الذي لا يمكن حل مأساته الإنسانية إلا من خلال الحوار والمحادثات واحترام العدل وكرامة كل إنسان، خصوصاً الأضعف الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم». وأظهر استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «آي بي سي» التلفزيونية الأميركيتان، أن 61 في المئة من الأميركيين يعارضون توجيه ضربات لسورية ويدعمون الحل الديبلوماسي. إلى ذلك، رأى قائد القيادة العسكرية الشمالية في إسرائيل الميجر جنرال يائير جولان أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه أن يتشبث بالسلطة سنوات عدة رغم أنه فقد السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد. وتوقع جولان أن يتجاوز الأسد المأزق العسكري الراهن مع قوات المعارضة، في حين تقول مصادر إسرائيلية إن الأسد فقد السيطرة على نحو 60 في المئة من أراضي بلاده لكن يمكنه أن يتصدى لقوات المعارضة بفضل تفوق جيشه المزود أسلحة روسية. وقلل جولان من احتمال حدوث ضربة عسكرية أميركية ضد سورية، مشيراً إلى أن جيش الأسد مُني بخسائر في الأفراد بلغت 15 ألف قتيل وأطلق ما بين 40 و50 في المئة من صواريخه البعيدة المدى وأن مقاتلي المعارضة سيطروا على بعض بطاريات المدفعية المضادة للطائرات التي لدى قواته.