تتصفح عيونك هذه المقالة بينما ثلاثة من شبان السعودية يمتطون ظهور إبل في رحلة صحراوية، تمتد لمسافة تزيد على 500 كيلومتر، بهدف تحفيز كيانات حكومية وخاصة، لتحقيق إلتفات أكثر جدية نحو مكتنزات السعودية من فرص الاستثمار السياحي المبني على تذكير السعوديين بأن بلادهم كانت لديانات سماوية، وأمم قديمة وعروش تساقطت، بسبب كساد اقتصادي أو نزاع سياسي. أضاع السعوديون تاريخ أرضهم وكنوزها الأثرية لأسباب متعددة، يتصدرها ضعف البحث الأكاديمي، مسبوقاً بقوة صوت ونفوذ رجالات دين قالوا على المنابر وكتبوا على الورق بحرمانية إحياء ذكرى أقوام كافرين أو الوقوف على ديار مؤمنين، كذلك طمسوا معالم كانت قائمةً، ومنعوا إعادة بناء معالم نائمة تحت رمال. يتكون فريق الرحالة من صاحب الفكرة وعرابها خالد معجب، يرافقه موسى الخريصي وعلي المري على ظهور الإبل، ويساندهم عن بعد فريق دعم لوجستي لبناء مخيمات مبيت، يفصل بينها 50 كليومتراً، يتوجب على الرحالة اجتيازها أو المبيت في العراء بحسب إصرار قائد الدعم اللوجستي مهدي السلوم، بينما كانت مدينة أبها (جنوب السعودية) منصة الانطلاق، والهدف وصول يتوافق مع اليوم الوطني إلى مدينة الطائف في 22 أيلول (سبتمبر)، تحديداً سوق عكاظ المنبعث لحياة جديدة بعد موت مديد. يقول موسى الخريصي إنه متفق تماماً مع اختيار مسمى «قافلة وصل»، لإيحاء بتحقيق وصل بين عصور قديمة وأجيال حديثة، تفتقد وسائل ميسرة لقراءة تاريخ أمم سابقة، مؤكداً رغبته من الرحلة في التعايش مع تجربة تحاكي حياة وطقوس العابرين الأولين لطريق التجارة القديم في جزئه الممتد من أبها إلى الطائف، ورؤية السماء بعين أكثر اتساعاً، بينما جاره على البعير القريب علي المري يضع كل حواسه في خدمة قراءة سلوك الإبل، صبرها ولغتها وحنينها، استكمالاً لأعوام من الالتحام بعالمها كعاشق لها وللحياة معها. يكمل خالد معجب شحن موبايله في مخيم ليلي، محاولاً استكمال حديث طويل عن أسباب اختيار أسلوب «قافلة وصل» كوسيلة لتطبيق نظريات كثيرة، للإجابة عن سؤال «ماذا نستطيع فعله لإحياء صناعة السياحة الداخلية»؟ مؤكداً أن اكتشاف تقهقر وتردد القطاع الخاص في رعاية أو تمويل الرحلة كاد أن يقتل الفكرة، لكن حماسة موسى وعلي ومهدي وبقية الفريق حققت انطلاقاً بجهد ذاتي. مشيراً بإجلاله وتقديره لرجل الأعمال محمد عبدالله الهمداني، بصفته ممولاً لتكاليف توثيق الرحلة تلفزيونياً وفوتوغرافياً. تنتهي رحلة ال500 كيلومتر خلال أيام، بينما ينتهي محرك البحث «قوقل» دوماً إلى «منتجات أبل ماكنتوش وأخبارها» عند محاولة البحث عن محتوى مكتوب بالعربية عن «الإبل» في دلالة على نقص الحقن التعريفي للموروث قاطبة، بينما احتاج فريق «قافلة وصل» إلى القيام برحالات استكشاف باكرة بغاية استقصاء سليم لطريق التجارة القديم، لأنه سقط من كتيبات أو مراجع تنتجها كيانات حكومية وخاصة تدعي قدرتها على إظهار مقومات كافية، لإثبات أن الديار السعودية كانت جزءاً من العالم العتيق. [email protected] jeddah9000@