أزيح الستار أمس عن التمثال واللوحة التذكارية للرئيس الراحل الشيخ بشارة الخوري في ساحة بيت الدين في حضور وزير البيئة ناظم الخوري ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير المهجرين علاء الدين ترو ممثلاً رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي والنائب مروان حمادة ممثلاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، والشيخ ميشال بشارة الخوري وأفراد العائلة، ورئيس وأعضاء بلدية بيت الدين وحشد من المواطنين. وألقى النائب حمادة كلمة باسم جنبلاط قال فيها: «أحداث الجبل الأليمة هي التي فرقتنا جميعاً إلى أن وضعت المصالحة التاريخية برعاية البطريرك صفير حداً لها وهي مصالحة تجد اليوم في هذه المناسبة خاتمة معنوية سياسية فريدة». وشدد على أن «تاريخ الجبل لا يكذّب نفسه والخلافات الآنية لا تشوهه فلا مجال للعودة إلى المحطات التي يرى فيها البعض ما يعيّر به هذا الفريق أو ذاك من الذين ولو انقسموا أحياناً ثبتوا بإرادتهم وتلاقيهم وتراثهم وعنفوانهم حكماً ذاتياً ثم استقلالاً للبنان الحديث». وأضاف: «هذه الساحة التي أمضى فيها بشارة الخوري قسطاً من طفولته ربما هي التي استوحى منها الرئيس التغلّب آنذاك على خطأ التمديد واتخذ أكثر القرارات حكمة وجرأة وتفانياً في تاريخ لبنان». ولفت إلى أن «باني الاستقلال لم يرض تبدبد الاستقلال، وموحد الشعب لم يقبل قمع الشعب وحامي الدستور لم يقبل تلطيخه بالدماء الذكية». وأكد أن «الشيخ بشارة ثبت عروبة لبنان في ميثاقه الأول قبل وثيقته الثانية وأقر بنهائية حدوده قبل نهائية الطائف وأكّد ديموقراطية نظامه قبل إصلاحاتنا المستجدة». وقال: «تعتز هذه الساحة باستعادتها اسم أبي الاستقلال وتمثاله. هذه الكلمة أحملها إلى رئيس جمهوريتنا ميشال سليمان مؤكداً عبر تكريمنا لرئيس جمهوريتنا السابق الشيخ بشارة الخوري التزام الجبل بلبنان الواحد الموحد المستقل العربي الديموقراطي الحر والسيد...». وتابع: «حتى عندما انتفض كمال جنبلاط ورفاقه على عهد الشيخ بشارة لم يكن يستهدف في ذلك الانتقاص من وطنية الرئيس الأول بل مجرد محاولة لتصويب الأداء والنهج». وأسف «بعد 70 سنة على الاستقلال و 61 سنة على أحداث 1952 على الوطن ونبكي على الأداء ونترحم على النهج»، مشدداً على أن «لبنان باقٍ ببقاء رموزه وعودة رمزه الأول إلى بيته الأول ومستمر بصمود الرئيس سليمان». ثم ألقى حفيد الرئيس الخوري، مالك ميشال الخوري كلمة باسم العائلة أشار فيها الى انه «كان لدى بشارة خليل الخوري حلم. وهو بناء دولة مستقلة حرة. اذ لا إستقلال من دون حرية ولا حرية من دون استقلال». وألقى الخوري كلمة رئيس الجمهورية فأشاد بمزايا الرئيس بشارة الخوري واصفاً اياه بأنه «ركن اساسي من اركان الاستقلال وأبو الميثاق الوطني». وأضاف: «اليوم في هذه المناسبة لا بد من القول إن الرئيس سليمان يعمل ويناضل من أجل الحفاظ على الميثاق الوطني، وعلى الالتزام بالدستور وأحكامه، وما «إعلان بعبدا» الا تأكيد للميثاقية الوطنية ولاتفاق الطائف. وعلى لبنان أن يستمد مواقفه من مصلحة شعبه، ولا شيء يبقي هذا الوطن في منأى عن المخاطر المحدقة به في هذه الظروف العصيبة الا الحوار والمشاركة والوفاق ووحدة الكلمة والولاء للوطن».