دعا 11 من علماء محافظة القطيف، إلى «تفويت الفرصة على العابثين بأمن هذا الوطن العزيز، وإخماد نار الطائفية البغيضة»، مؤكدين على «نشر ثقافة المحبة والتسامح وبث روح الأخوة والاحترام بين مكونات هذا الوطن، وتغليب المصلحة الوطنية العامة، والتمحور حول القيادة الراشدة، واجتثاث خطاب الكراهية والتحريض». وأكد العلماء في بيان أصدروه مساء أول من أمس، بمناسبة الهجوم الذي تعرضت له إحدى الحسينيات في محافظة الأحساء، وقوفهم وتأييدهم مع «المواقف الشرعية والوطنية المسؤولة الصادرة عن هيئة كبار العلماء في المملكة». كما أشادوا بالجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية التي «بادرت إلى محاصرة الجناة وتعقبهم، حرصاً على إطفاء شرارة الفتنة والعبث بأمن واستقرار الوطن والمواطنين». ووقّع على البيان المشايخ: عبدالله الشيخ علي الخنيزي، وعلي مدن آل محسن، وحلمي عبدالرؤوف السنان، وغالب حسن آل حماد، وميثم منصور الخنيزي، وحسين علي البيات، وجعفر محمد الربح، ومحمد مهدي آل عصفور، ومنصور السلمان، حسين علي الخنيزي، فيصل الكسار. وقالوا في بيانهم: «إن القلوب يملؤها الأسى ويعتصرها الحزن، نقف بكل مشاعر الأخوة والإيمان مواسين ومعزين المجتمع الأحسائي كافة، وأسر ضحايا الاعتداء الآثم بخاصة، الذي أودى بحياة سبعة من المواطنين الأبرياء، وطاول آخرين من الجرحى، إذ امتدت لهم يد الغدر والخيانة والوحشية التي لا ترقب في مؤمن إلاّ ولا ذمةً ولا تراعي حرمة المسلمين ولا تملك مبادئ تردعها عن القيام بمثل هذه الجرائم الوحشية النكراء»، مشيرين إلى «التعايش الحاصل بين الطوائف الإسلامية في المجتمع الأحسائي». وقالوا: «إن هذه الجرائم لا تضمر غير الشر والكراهية والبغضاء لهذا المجتمع المتلاحم والمتجانس والمتعايش منذ فجر الإسلام الأول». وشددوا على أن «المسؤولية الشرعية والاجتماعية تحتم علينا صيانة المجتمع ووحدته، والحفاظ على نسيجه الاجتماعي، وعدم المساس بأمنه ووحدته وتلاحمه». فيما أعلنوا تضامنهم مع «المواقف الرافضة لهذه الجرائم. كما نقف مثمنين ومؤيدين المواقف الشرعية والوطنية المسؤولة الصادرة عن هيئة كبار العلماء في المملكة، وعلى رأسهم المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، الذي نثمن مواقفه الحكيمة والمسؤولة عالياً»، مشيدين بالأجهزة الأمنية التي «بادرت بمحاصرة الجناة وتعقّبهم، حرصاً على إطفاء شرارة الفتنة والعبث بأمن واستقرار الوطن والمواطنين». وأكد العلماء أهمية «اللحمة الوطنية واستتباب الأمن وتفويت الفرصة على العابثين بأمن هذا الوطن العزيز، وإخماد نار الطائفية البغيضة، ونشر ثقافة المحبة والتسامح وبث روح الأخوة والاحترام بين مكونات هذا الوطن، وتغليب المصلحة الوطنية العامة، والتمحور حول القيادة، واجتثاث خطاب الكراهية والتحريض، ولمّ الصف والتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان»، معتبرين ذلك «من أوجب الأمور الشرعية التي تحقق مقاصد الشريعة الغراء، التي اتفق المسلمون بأجمعهم على وجوب رعايتها وحفظها وصيانتها، خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة التي تمرّ بها المنطقة». وأشاروا إلى «ما نشاهده اليوم من اقتتال واحتراب وخراب ودمار في الدول المحيطة بنا، ما يحتم علينا جميعاً القيام بالمسؤولية الواعية تجاه وطننا وأمنه». وأضافوا: «إننا لعلى أتم الثقة بقدرتنا جميعاً في الوقوف بوجه أي تطرف أو إرهاب فكري أو حركي، فما نملكه من تاريخ وإرث ومبادئ وقيم وأصالة وحكمة ورجال أكفاء مخلصين كفيل بتحقيق ما يتطلع إليه المواطنون المخلصون بجميع مكوناتهم وما ترجوه القيادة الحكيمة من أمنٍ واستقرارٍ ونماء»، داعين الله أن «يحفظ هذا الوطن وأهله، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، إنه أرحم الراحمين».