رفض رئيس اركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم ادريس أمس الاتفاق الروسي - الاميركي حول الاسلحة الكيماوية التي يملكها نظام الرئيس بشار الاسد. وقال ان مقاتليه يشعرون ب «الخذلان الشديد»، لكنهم سيوفرون الحماية للمفتشين الدوليين لدى قدومهم الى سورية بعد شهرين للتحقق من اماكن وجود الترسانة الكيماوية. وقال ادريس في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول: «نحن في الجيش الحر غير معنيين بتنفيذ اي جزء من الاتفاقية. انا واخوتي المقاتلين سنستمر في القتال حتى اسقاط النظام. لا نستطيع ان نوافق على هذه المبادرة». وأتت تصريحات ادريس بعد وقت قصير من اعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد ثلاثة ايام من المحادثات في جنيف، الاتفاق على خطة لإزالة الاسلحة الكيماوية السورية. ويمهل الاتفاق دمشق اسبوعاً لتقديم قائمة بهذه الاسلحة وينص على صدور قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة الذي يجيز اللجوء الى القوة. كما اعلن كيري ان تدمير هذه الاسلحة سينجز بحلول منتصف العام 2014. وسأل إدريس خلال المؤتمر الصحافي: «هل علينا نحن السوريين ان ننتظر حتى منتصف 2014 ونذبح كل يوم ونوافق (على الخطة) لأن في 2014 سيدمر السلاح الكيماوي؟». أضاف: «نحن نحترم جميع الاصدقاء (في إشارة الى الدول الداعمة للمعارضة السورية)، لكن نتمنى من جميع الاصدقاء ان يقدروا موقفنا، لا نستطيع ان نوافق على هذه المبادرة لأنها أهملت شعبنا وأهملت اهلنا الذين ذبحوا». وانتقد ادريس عدم وجود «كلمة واحدة عن المجرم» في الاتفاق، في اشارة الى الرئيس الاسد. واعتبر ان «النظام عندما وافق على تسليم اسلحته اعترف بالجريمة. نسلم اداة الجريمة ونترك المجرم؟ (...) كيف يريدون منا ان نقبل ذلك؟». وكشف ادريس أنه «حصل على معلومات تفيد بنقل النظام أسلحة كيماوية للعراق ولبنان». وقال: «السوريون فقدوا الأمل في الحصول على أي مساعدة من المجتمع الدولي، وسنعمل على إسقاط بشار وهذه الاتفاقات لا تعنينا»، ونحن «نحترم قرارات الدول الصديقة لكننا نشعر بالخذلان الشديد». وأضاف: «هناك شعور بين السوريين أن المجتمع الدولي يهتف فقط بسلاح الأسد الكيماوي، والوضع الإنساني في سورية صعب للغاية والشعب يعاني منذ عامين ونصف». ونصح إدريس الأميركيين ب «ألا ينخدعوا بهذه المبادرة الروسية، لأنها محاولة لكسب الوقت لنظام الأسد»، وقال إن كيري «أكد لي أن التهديد بالضربات لا يزال خياراً مطروحاً». وتابع قائد «الجيش الحر» ان المعارضة تعتبر الخطة ضربة لكفاحهم للاطاحة بالاسد، موضحاً ل «رويترز» ان مقاتلي «الجيش الحر» سيتعاونون لتسهيل عمل أي مفتشين دوليين على الارض. وسُئل ادريس عما اذا كانت كائب المعارضة ستسهل عمل اي من مفتشي الاممالمتحدة، فقال ان الامر بالغ التعقيد وانه اذا اتى المفتشون فإن المعارضة ستسهل مهمتهم. وزاد انه لا توجد اسلحة كيماوية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. واستدرك انه لا يعرف ما اذا كان ذلك يعني ان المفتشين سيمرون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، معبراً عن استعداد المعارضة لهذه الخطوة. لكن مسؤولاً آخر في المجلس العسكري هو قاسم سعد الدين قال عكس ذلك، مضيفاً: «لتذهب خطة كيري-لافروف الى الجحيم». وأشار الى رفض الخطة وعدم حماية المفتشين أو السماح لهم بدخول سورية. وكانت واشنطن أرجأت زيارة كان ينوي ادريس القيام بها الى العاصمة الاميركية في الايام الماضية، خلال المفاوضات السرية بين موسكووواشنطن ازاء الاتفاق الخاص بالترسانة الكيماوية. ورغم الانفراجة الديبلوماسية فإن الاسلحة الكيماوية تمثل مجرد اثنين في المئة من اجمالي الوفيات في الحرب الأهلية التي قتل فيها أكثر من 110 آلاف شخص. وقال سكان وناشطون من المعارضة سئلوا بشأن الاتفاق انه لن يفيد السوريين العاديين. وأوضح ناشط من المعارضة في حي تسيطر عليه المعارضة بدمشق يستخدم اسم طارق الدمشقي: «النظام يقتل الناس منذ أكثر من عامين بكل أنواع الاسلحة. الاسد استخدم الاسلحة الكيماوية ست أو سبع مرات. القتل سيستمر. لن يحدث تغيير. وهذا هو الوضع». وأذاعت وسائل الاعلام الرسمية السورية المؤتر الصحافي لكيري ولافروف على الهواء، مشيرة الى ان دمشق راضية عن الاتفاق.