أكد متخصصون في الأدب والمسرح أن مسرحية «الأعشى» قدمت بمستوى فني يرتقي إلى مستوى المسرحيات العالمية، وأنها أوقفت الحضور على أبرز المحطات في تاريخ الأعشى الإبداعي. وقال الدكتور محمد خضر عريف: «بوصفي متخصصاً في الأدب العربي ومعجباً بالشعر الجاهلي على وجه التحديد، أقول إن معد العمل وظف معلقة الأعشى توظيفاً فنياً رائعاً، وأقول عن المسرحية بتجرد تام إنها ترقى بمستواها الفني بكل ما تعنيه الكلمة إلى مستويات المسرحيات العالمية التي شهدت الكثير منها في أوروبا وأميركا، وهي جعلتني مرتاحاً إلى مستوى هذا العمل الفني الذي يرقى إلى مستوى الأعمال العالمية». وأضاف عريف: «الحبكة الفنية والممثلون والأداء كلها كانت رائعة، وطبعاً لا يغيب عن البال أن الأداء بالعربية الفصحى من دون ارتكاب أخطاء تذكر. وكان إلقاء شعر الأعشى الموغل في القدم من الصحة والدقة والشاعرية على نحو أبهرني، لأنني رأيت أعمالاً أخرى في الشاشات الفضائية العربية، وكنت أرى الهزال اللغوي والفني في هذه الأعمال، أما الممثلون الذين أدوا أدوارهم المختلفة في مسرحية الأعشى، فلم ألحظ أي خطأ على أي واحد منهم». وقال رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي: «لا شك في أن المسرحية تقدم وفق وقت محدد معين، وبالتالي هي تأخذ أبرز ملامح الشخصية فتقدمها في إطار درامي تستدعيها التقنية الحديثة في الإخراج، وكانت رائدة ورائعة، وأوقفت الجمهور فعلاً على أبرز المحطات في هذا التاريخ، لكن ليس بالضرورة أن تقف على تفاصيل دقيقة، وإنما تعطي المشاهد ملامح يستطيع أن يقرأ ما خلفها، ويتوغل في تفاصيلها ليدرك حقيقة ما تنتهي إليه». ولفت رئيس نادي الطائف الأدبي عطاالله الجعيد إلى أن أية مسرحية تقام «لا يمكن أن تفي أي شاعر حقه بشخصيته وإبداعاته الشعرية، ومسرحية الأعشى التي عرضت في سوق عكاظ جيدة، ونتمنى أن تتطور خلال الأعوام المقبلة». وقال الناقد عبدالعزيز عسيري: «تميزت المسرحية في ما يعرف بالتأثيث المسرحي والخلفية والديكور والجماليات المنتشرة في المسرح». وأوضح الناقد سعد الرفاعي حقيقة العرض المسرحي كان مختلفاً، وكان الدكتور الجمعان موفقاً ومبدعاً في كتابة النص، كما أنه أعجبني هذا التمازج بين المسرح والسينما في العمل، أيضاً نهاية العمل كانت رائعة وتركز على الخمر وهو ينسكب، وحتى سقوط الأعشى من ناقته كان سقوطاً درامياً حمل أكثر من معنى، وأوحى بنهاية مأسوية يمكن أن تقرأ بأكثر من وجه. أيضاً الحركة كانت جيدة، وشخصية مسحل بن أثاثة كانت مميزة، إذ تم استلهام شخصية الجني على نحو خدم العمل وأفاد الصورة التي أراد مخرج العمل تقديمها عن الأعشى. وقال الشاعر أحمد التيهاني: «من إيجابيات عكاظ أنه أعاد للمسرح قيمته، ومن إيجابيات مسرحية «الأعشى» أنها في شكل مباشر بعيداً عن الرمز الذي اعتدناه الأعوام الماضية، أنت بعملك هذا لا تخاطب النخبة ولا تمارس المسرح التجريبي بل تخاطب العامة، ولذلك كان لا بد من المباشرة بعيداً عن الرمزية التي قد لا يفهمها بعض العامة وقدمت معلومات أو سيرة ذاتية مدعمة بالشواهد الشعرية التي عرفها الناس عن الأعشى فتعرف الناس على الشخصية». من ناحية أخرى، أكد باحثون انحسار حضور الكلمة المدونة عما كان في السابق، بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. فالتغريد في مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب هؤلاء الباحثين الذين تحدثوا في ندوة «النخبة في الإعلام الجديد» وهم الدكتور عبدالله الرفاعي والدكتور عبدالرحمن العناد والدكتور عبدالله البريدي، وأدارها الكاتب أحمد العرفج ضمن فعاليات مهرجان سوق عكاظ مساء الخميس الماضي، «بات لغة من نوعٍ جديد وخطاباً حديثاً له رونقه الخاص الذي يتسم بالسرعة وقوة المؤثرات المصاحبة له، وهنا يأتي التغير، وهو ما أدى إلى اختفاء النخبة التقليدية وصعود نخب جديدة في شكل مختلف على وسائل الإعلام الجديد. وقال الرفاعي إن النخبة «تمثل فئة من المجتمع تحظى بمكانة معينة، مهمتهم نقل المجتمع للأفضل»، مضيفاً أن الإعلام الجديد «ليس تطوراً للإعلام مثل تطور التلفزيون بعد الراديو، مشيراً إلى أنه يختلف كلياً «نحن اليوم أمام إعلام بلا حدود ولا قيود وبلا زمن محدد، إعلام يقوم في شكل كبير على الإنسان (المستخدم) في معظم الأحيان، وهو السيد فيها». وأوضح العناد أن الإعلام لم يختلف «بل اختلفت الوسائل، وهناك ملاحظات كثيرة رصدتها على مستخدمي الإعلام الجديد من أهمها الانفلات وسوء إدارة الوقت». في حين جاءت مشاركة الدكتور البريدي إحصائية أكثر، إذ ذكر أن عدد الحسابات المتفاعلة على «تويتر» في السعودية مليونان تقريباً، مشيراً إلى أن المجتمع السعودي «مجتمع شبكي».