تحركت الإدارة الأميركية على أكثر من صعيد أمس في التعاطي مع الملف السوري مع انتظار تقرير مفتشي الأممالمتحدة الإثنين المقبل والذي يتوقع بحسب مجلة «فورين بوليسي» أن يوجه أصابع الاتهام في شكل غير مباشر إلى نظام الرئيس بشار الأسد في الهجوم الكيماوي على الغوطتين قرب دمشق، في وقت ردَّ البيت الأبيض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودعاه إلى التركيز على خطته لنزع السلاح الكيماوي من النظام و «تنفيذ تعهداته». وفي ضوء سعيها إلى زيادة الضغوط على نظام الأسد، أكد مسؤول كبير في قوات البحرية الأميركية أن السفن الحربية الأميركية في البحر المتوسط جاهزة لضرب قوات النظام السوري ب «قوة» إذا أصدر الرئيس باراك اوباما أمراً بذلك. ومع استبعاد واشنطن في الوقت الحاضر أي تحرك عسكري ضد دمشق لمواصلة السعي إلى حل ديبلوماسي يعتبر بمثابة الفرصة الأخيرة، أفاد الأمين العام للبحرية راي مابوس بأن المدمرات الأميركية المجهزة بصواريخ عابرة ما زالت في مواقعها في شرق المتوسط. وألقى مابوس خطاباً في جامعة الدفاع الوطني قال فيه: «أؤكد لكم أنه إذا طلب منا الضرب، سنضرب بقوة، وسنضرب بسرعة»، مضيفاً: «كما قال الرئيس، فإن (الهجوم) سيكون محدد الهدف وسيحد من قدرات نظام الأسد». غير أن الإدارة الأميركية أبقت تركيزها على المساعي مع روسيا التي تعترضها -وفق مصادر ديبلوماسية- خلافات حول آلية وقنوات العمل لنزع الترسانة الكيماوية للنظام. وقالت المصادر ل «الحياة» إن الجانب الروسي يريد إعطاء حكومة الأسد الدور المحوري في توجيه عمليات التفتيش والتفاوض حولها، فيما تركز واشنطن على إبقائها ضمن إطار دولي وإعطاء المفتشين ضمانات كافية وبقرار تحت الفصل السابع لتجنب عرقلة من النظام ومماطلته. وحتى في ردها على تعليق بوتين في صحيفة «نيويورك تايمز»، أعادت الإدارة تحويل الأنظار إلى المساعي الروسية ورفضت الدخول في جدال إعلامي مع بوتين. وقال مسؤول في البيت الأبيض لمحطة «سي أن أن»، إن بوتين «ملتزم بالكامل خطة نزع السلاح الكيماوي في سورية. لقد وضع خطته على الطاولة وهذا أمر جيد، إنه يمتلك هذه الخطة اليوم وعليه تنفيذها». وتنتظر الإدارة تقرير المفتشين الدوليين الإثنين. وقالت مجلة «فورين بوليسي» على موقعها الإلكتروني إن اللجنة «ستقدم أدلة ظرفية قوية تستند إلى الصواريخ والذخائر التي فحصتها وإلى فحوص المختبر على عينات من التراب والدماء والبول»، وأن هذه الأدلة «تشير بقوة إلى مسؤولية الحكومة السورية» عن الاعتداء، وفق مسؤولين غربيين تحدثت اليهم المجلة.