على رغم دخول فريق المفتشين الدوليين الى الغوطتين لبدء التحقيق في الاتهامات الموجهة الى النظام السوري باسخدام السلاح الكيماوي، انتقلت الادارة الأميركية من موقع انتظار نتائج «تعاون النظام» مع اللجنة الى الاعلان أنه جاء متأخراً، وباشرت محادثات عسكرية وديبلوماسية بعد اتصال الرئيس الأميركي باراك أوباما بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وتوجه رئيس هيئة الأركان مارتن ديمبسي الى الأردن، واتصال وزير الخارجية جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف. وجاء تأكيد مسؤول أميركي أنه «استناداً الى عدد الضحايا المذكور والأعراض الواردة لمن قتلوا أو أصيبوا وروايات الشهود وحقائق أخرى جمعتها مصادر عامة وأجهزة الاستخبارات الأميركية وشركاؤها الدوليون ما من شك في هذه المرحلة في أن النظام استخدم سلاحاً كيماوياً ضد مدنيين في هذه الواقعة». واوضح ان موافقة الحكومة السورية على زيارة مفتشي الاممالمتحدة لموقع الهجوم ليست ملائمة وجاءت «متأخرة»، وهي الرسالة التي كان نقلها كيري أيضا الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم منذ يومين. وأعلنت الخارجية الأميركية أن كيري اتصل في الساعات الأخيرة بكل من نظيره الفرنسي والكتدي والبريطاني والروسي الى جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون . وهي ثاني جولة من الاتصالات في أقل من 72 ساعة لتعكس العجلة الأميركية في التحرك، والمتوقع أن يبدأ في مجلس الأمن الدولي بمحاولة اصدار قرار بخصوص السلاح الكيماوي. وأكد مسؤول اميركي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه أمس «ان الولاياتالمتحدة تزداد اقتناعا بأن النظام يقف وراء هجوم بسلاح كيماوي مفترض الاسبوع الماضي قرب دمشق»، مشيرا الى ان واشنطن تفكر في احتمال القيام بعمل عسكري. وقال المسؤول للصحافيين، الذين يرافقون وزير الدفاع تشاك هيغل: «توجد مؤشرات قوية الى استخدام اسلحة كيماوية» من قبل النظام . وأضاف: «تزداد قناعتنا باستمرار ان الامر يتعلق باستخدام هذه الاسلحة من قبل النظام « وأن واشنطن «تدرس خياراتها بالتشاور مع شركائنا الدوليين». ومن المرتقب ان يبحث هيغل الازمة السورية قريباً مع نظيريه البريطاني والفرنسي كما أشار. وكان وزير الدفاع الاميركي اكد في مؤتمر صحافي في جاكرتا أن اي تحرك ضد سورية سيتقرر بالتعاون مع الشركاء الدوليين وعلى أسس مشروعة. وقال عقب محادثات مع نظيره الاندونيسي بورنومو يوسغيانتورو: «اذا تقرر اتخاذ اي عمل، فانه سيتم بالتنسيق مع المجتمع الدولي وفي اطار التبريرات القانونية». وتأتي تصريحات هيغل والمسؤول الاميركي كأحدث مؤشر الى ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها يتجهون الى احتمال شن ضربات عسكرية ضد دمشق بسبب استخدام اسلحة كيماوية اعتبرها الرئيس الاميركي باراك اوباما بمثابة «خط احمر». وقال المسؤول الاميركي ان معاملة الرئيس بشار الاسد لفريق المفتشين الدوليين الذين يحاولون التحقيق في مزاعم استخدام اسلحة كيماوية تعد «تكتيكات تأخير كلاسيكية» واوضح انه «مع مرور الوقت، يصبح من الاصعب جمع وفحص وتحليل المعلومات والتوصل الى استنتاج بشأن استخدام هذه الاسلحة «. ورجحت الصحف الأميركية أن يأتي التحرك على شكل شن ضربات بصواريخ كروز ضد نظام الاسد يمكن اطلاقها من سفن حربية في البحر المتوسط. وتزامن ذلك مع وصول ديمبسي الى الأردن لبدء اجتماعات عسكرية على نطاق دولي تشمل كندا وألمانيا وفرنسا والسعودية وقطر وتركيا وايطاليا حول سورية، وتعكس التوجه الأميركي اليوم. يُشار الى أن ديمبسي من أكثر الوجوه حذراً في خصوص الخيار العسكري في سورية وأحبط خططاً بضربات جوية اقترحها جون كيري مطلع الصيف، تحول في تحركاته اليوم لتحضير هذه الخطط. كما تعمل الادارة لحشد دعم من الكونغرس ومع تبني نواب جمهوريين مثل جون ماكين وليندسي غراهام وبوب كروكر لخيار الضربات الجوية، واشارت تقارير الى أن أوباما يعتزم ابلاغ الكونغرس بأي ضربة انما ليس بالضرورة طلب موافقة مسبقة منها على غرار ما حصل في ليبيا.