أعلن ممثل الصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل ديمترييف أمس أن أبو ظبي تخطط لاستثمار خمسة بلايين دولار في البنية التحتية في روسيا في مشروع سيقام مع الصندوق الذي تدعمه الدولة ويهدف لتمويل إنشاء طرق وموانئ ومطارات. ويعتبر المستثمرون تحسين البنية التحتية الروسية التي لم يشهد بعض قطاعاتها تغيراً يذكر منذ الحقبة السوفياتية أمراً مهماً لتحديث روسيا وزيادة القدرة التنافسية لاقتصادها. ووُقِّع الاتفاق مع أبو ظبي خلال محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وقال بوتين لولي عهد أبو ظبي خلال محادثات بمقر إقامته خارج العاصمة الروسية موسكو، «تربطنا ببلدكم علاقات جيدة للغاية والإمارات شريك تجاري واقتصادي كبير لروسيا في الشرق الأوسط من دون شك أحد شركائنا الكبار». وأضاف أن «حجم التجارة في المجمل ليس كبيراً 1.5 بليون دولار ويمكن أن يكون أكبر بكثير لكن لدينا أفكار جيدة واتجاهات للنمو». وقال ديمترييف، «اليوم يوم مهم للغاية. ستستثمر دائرة المال في أبو ظبي ما يصل إلى خمسة بلايين دولار في البنية التحتية الروسية. هذا هو أكبر استثمار في كونسورتيوم للبنية التحتية في العالم وأكبر استثمار لدولة عربية في روسيا. لذا فهي بالفعل خطوة مهمة وكبيرة. وقعنا الاتفاق للتو وهذا حدث بالغ الأهمية لروسيا وأبو ظبي. سنستثمر مع صندوق أبو ظبي في مشاريع للبنية التحتية مثل الطرق والموانئ والمطارات والاتصالات، أي تقريباً كل ما يتصل بتطوير البنية التحتية في روسيا». وتوقع ديمترييف أن تبدأ الاستثمارات في المشاريع العام المقبل وسيستغرق استثمار الأموال ما بين خمس وسبع سنوات. وستشارك دائرة المال في الامارة في الاستثمار في المشروع المشترك مع الصندوق الروسي للاستثمار المباشر الذي سيشارك في المشاريع كلها. ولم يكشف عن مبلغ المساهمة الروسية المحتملة. ويتوقع الصندوق الروسي الذي أنشئ لإعطاء المستثمرين الأجانب مزيداً من الثقة في بيئة نشاطات الأعمال الروسية غير المستقرة أن تنضم صناديق ثروة سيادية ومستثمرون آخرون إلى المشروع في وقت لاحق. ويأتي هذا الاعلان بعد شهور من تأسيس الصندوق الروسي صندوقاً مع شركة «مبادلة للتنمية»، الذراع الاستثمارية لحكومة أبو ظبي، بقيمة بليوني دولار لتمويل مشاريع في روسيا في مختلف القطاعات. وتسعى روسيا إلى جذب استثمارات من مختلف أرجاء العالم للمشاركة في مشاريع متنوعة وتركز خصوصاً على الاستفادة من منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط. ولا تزال الاستثمارات في المنطقة ضعيفة على رغم بعض التعهدات على مدى العام الماضي. نفقات الموازنة الروسية وأعلنت الحكومة الروسية عزمها تقليص النفقات في الموازنة المقبلة بنسبة خمسة في المئة كحد أدنى. ونقلت وكالة «نوفوستي» عن رئيس الحكومة دميتري ميدفيديف، قوله خلال اجتماع لوزرائها، أن هذه النسبة قد تزيد في بعض الحالات، ولكنه شدّد على أن «هذه التقليصات لن تطاول المواد المحمية من الموازنة». وأكد ميدفيديف أن روسيا مضطرة للتحرّك ضمن بعض القيود، كون الموازنة المقبلة تتشكل في ظروف صعبة، وذلك في إشارة إلى التقلبات في الأسواق العالمية وتباطؤ النمو الاقتصادي في روسيا ودول أخرى. وكان بوتين قال أول من أمس، خلال جلسة لمناقشة مشروع الموازنة المقبلة، «يتعيّن على الحكومة الروسية حين وضع الموازنة، الأخذ في الاعتبار الظواهر السلبية في الاقتصاد العالمي، على رغم الأمل بأن لا تتفاقم هذه الظواهر وتتحوّل إلى أزمة واسعة النطاق».