توافق البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة «لأن من غير الجائز أن يبقى البلد من دون حكومة ومكشوفاً سياسياً في وقت تهدده الأخطار التي أخذت تؤثر سلباً على الوضعين الاقتصادي ولقمة عيش اللبنانيين». وأكد الراعي والسنيورة تمسكهما ب «إعلان بعبدا» الذي صدر عن المشاركين في طاولة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وأبديا تخوفهما من عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وما يترتب عليها من فراغ في سدة الرئاسة الأولى. وشارك السنيورة الراعي مخاوفه على المسيحيين في سورية في ضوء الاعتداءات التي استهدفت الكنائس والأديرة في بلدة معلولا، كما شاركه قلقه على مصير المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذين اختطفا في المنطقة الحدودية التركية - السورية. ونقل النواب الذين شاركوا في اللقاء عن السنيورة قوله إن المعلومات المتوافرة لديه تشير الى ان جهات سورية مرتبطة بالنظام تقف وراء اختطافهما. كما نقلوا عنه قوله إن التهجير يستهدف السوريين على مختلف انتماءاتهم وطوائفهم، وإن ما ارتكبه النظام في مدينة حمص وريفها «لدليل على انه يتحمل مسؤولية ما يحصل في هذه المنطقة التي أصبحت شبه مدمرة». ولفت السنيورة، وفق نواب من كتلة «المستقبل» شاركوا في اللقاء، إلى أن الإرهاب يستهدف الاعتدال خصوصاً في الطائفة السنية، وان «الذين يغذون هذه الظاهرة المرفوضة هم الذين يواصلون حملاتهم على أهل الاعتدال في لبنان». وأوضحت مصادر مواكبة لأجواء اللقاء أن الراعي كان مستمعاً في معظم الأحيان، وسأل عما إذا كان إمكان تأليف حكومة لا يزال قائماً، كما سأل عن الأسباب التي دفعت «قوى 14 آذار» الى رفض تشكيل حكومة من ثلاث ثمانيات لا سيما أنه قرأ تصريحاً لوزير الصحة علي حسن خليل يقول فيه «إنكم أنتم من عطلتم تشكيل الحكومة». ونفى السنيورة الاتهام، وقال إن رئيس الجمهورية هو الذي طرح تشكيل حكومة من ثلاث ثمانيات، «وكنا نتداول في هذا الأمر ولم نقل نعم أو لا لأننا كنا ما زلنا نتشاور في داخل 14 آذار، وقبل أن نحدد موقفنا فوجئنا برفض حزب الله هذه الصيغة، على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد». وأكد السنيورة للراعي أن «حزب الله» يصر على أن تتمثل قوى 8 آذار بأكثرية الثلث الضامن وهو حاول الوصول إليها من خلال مطالبته بتسمية «وزير ملك» على أن يؤخذ برأيه في الاسم المقترح». ولم يعترض على مبادرة رئيس الجمهورية بالتعاون مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام إلى السير في حكومة من 3 ثمانيات «وعندها سيكون لكل حادث حديث ونكتشف من يعطل تأليف الحكومة». حتى أن النواب لفتوا نظر الراعي الى قول زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية أجريت معه أخيراً، أن «لا مصلحة بالإسراع في تأليف الحكومة لأن الحكومة الحالية تقف إلى جانبنا». وأكدوا «أننا أصحاب مصلحة في تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد». وكان الراعي استقبل السنيورة في بكركي على رأس وفد من نواب «المستقبل» ضم عاطف مجدلاني، أحمد فتفت، هادي حبيش، نبيل دي فريج، خضر حبيب اضافة الى الوزير السابق محمد شطح مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وأعقب اللقاء غداء عمل شارك فيه المطرانان سمير مظلوم وبولس صياح. وقال السنيورة بعد اللقاء ان البحث تركز على «أهمية تأليف حكومة تستطيع ان تحمل اللبنانيين الى موعد الانتخابات الرئاسية، وأجرينا جولة أفق لأهمية المسارعة في تأليف حكومة تستطيع ان تعالج قضايا اللبنانيين الدائمة ويترافق مع تأليفها البدء بعملية حوار تعالج القضايا التي هناك انقسام حولها». وأكد ان «الكرة الآن في ملعب سليمان وسلام لإيجاد الوسيلة التي يصار فيها الى تأليف حكومة تستطيع إما ان تكون حسب اقتراح رئيس الجمهورية او ان تكون حكومة من غير الحزبيين وتتولى ادارة البلد».