يبحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم الدوري في جدة اليوم «إجراءات دولية تردع» نظام الرئيس بشار الأسد. وقال مصدر ديبلوماسي خليجي إن «الدول الست في مجلس التعاون تؤيد الإجراءات الدولية التي تُتخذ لردع النظام السوري عن ارتكاب ممارسات غير إنسانية»، محملاً «النظام السوري مسؤولية ما يجري بسبب رفضه كل المبادرات العربية وغير العربية». كذلك، أكد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته التي عقدها أمس، برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز «متابعة الجهود والإجراءات الدولية الهادفة لردع النظام السوري عن ارتكاب المزيد من الممارسات غير الإنسانية». وجدد مواقف المملكة «الثابتة من الأزمة ودعوتها المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وإنهاء ما يتعرض له الشعب السوري من أعمال إجرامية وإبادة جماعية وانتهاكات خطيرة». ويأتي الاجتماع الخليجي الذي كان مقرراً في الأول من الشهر الحالي لكنه أُرجئ بسبب انعقاد المجلس الوزاري العربي، في أعقاب لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعدد من نظرائه العرب في باريس أول من أمس. من جهة أخرى، رأى رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور أن المؤيدين للحرب على سورية في الولاياتالمتحدة الأميركية يخسرون نقاطاً أمام المعارضين لها، مشيراً إلى أن بلاده لن تخضع للضغوط لتغيير موقفها الرافض للهجوم على سورية. ونقل برلماني أردني بارز عن النسور قوله خلال اجتماع مغلق عُقد في مجلس النواب الأردني لمناقشة الهجوم المتوقع على سورية استغرق أكثر من 4 ساعات ونصف الساعة أمس، إن «المعسكر المؤيد للحرب على سورية في أميركا يخسر نقاطاً لصالح المعسكر الرافض لشن حرب على هذا البلد». كما نقل برلماني آخر عن النسور، أن الأردن «لم ولن يساهم في أي ضربة عسكرية أميركية على سورية، لا بالطائرات ولا عبر المنافذ البرية ولا بغير ذلك». وأوضح رئيس الوزراء أن الأردن «مع الحل السياسي للأزمة في سورية. ولن نخضع للابتزاز في موقفنا الثابت والواضح في رفض الضربة العسكرية الأميركية لسورية». وأكد أن الأردن «لن يكون ممراً للجيوش للاعتداء على سورية». وأوضح أن حكومته «لن تلجأ لإعلان حالة الطوارئ في حال تم توجيه ضربة عسكرية لسورية»، قائلاً إنه «لا يرى سبباً لذلك». من جهة أخرى، دعا البابا فرنسيس أمس إلى اعتماد نهج اللقاء والتفاوض من أجل إيجاد حل للأزمة السورية. وقال البابا في تغريدة على موقع «تويتر»: «أُناشِد (جميع الأطراف) انتهاج درب اللقاء والتفاوض بشجاعة وعزم»، مرفقاً إياها بالكلمة المفتاحية: «صلوا من أجل السلام»، وهي الكلمة التي يستخدمها منذ السبت الماضي الذي كان حدده يوماً للصوم والصلاة من أجل السلام في سورية. في المقابل، أعلنت قبرص أمس، أنها لن تشارك بأي شكل في ضربة محتملة ضد سورية، إلا أن الناطق باسم الحكومة خريستوس ستيليانيدس قال إن بلاده ستكون مستعدة لتقديم المساعدة لرعايا الدول الذين يتم إجلاؤهم من الشرق الأوسط. وكان قُرب الجزيرة من دول الشرق الأوسط ووجود قواعد عسكرية بريطانية فيها، أثار تكهنات بشأن دورها في ضربة تقودها الولاياتالمتحدة رغم أن البرلمان البريطاني استبعد شنّ أي عملية هجومية. وقال ستيليانيدس: «أي إسهام من جمهورية قبرص سيقتصر تماماً على المساعدات الإنسانية. من الواضح أن بلادنا لن تكون في ظل أي ظرف نقطة انطلاق لعمليات عسكرية أو هدفاً للهجمات». وأشار الناطق القبرصي إلى أن دولاً عدة طلبت من قبرص استضافة رعاياها وتقديم المساعدة الإنسانية إذا لزم الأمر. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية القبرصي يوانيس كاسوليديس أمس، أن دولة «صديقة» لا علاقة لها إطلاقاً بأي عمل عسكري ضد سورية ستجري تجارب لإطلاق صواريخ هذا الأسبوع في شرق المتوسط، من الإثنين وحتى السبت. من ناحية ثانية، حضت الصين الولاياتالمتحدة أمس، على العودة إلى الأممالمتحدة لمناقشة الأزمة في سورية والتحرك «بحذر شديد». وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي: «أكد وزير الخارجية وانغ يي أنه من أجل الحفاظ على مبدأي حماية أعراف العلاقات الدولية ومعارضة استخدام الأسلحة الكيماوية يجب اللجوء إلى مجلس الأمن سعياً للتوافق والتعامل مع المسألة السورية بصورة ملائمة بدلاً من القيام بالعكس. الصين والولاياتالمتحدة عضوان دائمان في مجلس الأمن وتحتاجان إلى أن تمثلا قدوة جيدة في التزام ميثاق الأممالمتحدة وضمان أن يلعب مجلس الأمن دوراً مهماً في الحفاظ على أمن العالم وأمانه»، مكرراً ما قاله وزير الخارجية الصيني لنظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي السبت الماضي. وصرح وانغ بأن على الدول المعنية أن تفكر «ثلاث مرات» قبل أن تتحرك وأن تتوخى «الحذر الشديد». وأضاف أن «وزير الخارجية أكد مجدداً أن الصين تعارض التدخل العسكري في الشؤون الدولية وينصح الدول المعنية بتوخي الحذر الشديد والتفكير مرتين قبل اتخاذ أي إجراءات».