«لن يكون موقفنا من سورية آخر المطاف، بل هي خطوة اولى في مشروع حماية الشيعة والدفاع عن مصالحهم في المنطقة»، قالها الشيخ ابو محمد الساعدي، القيادي السابق في جيش المهدي، بنبرة حادة خلال محاضرة معتادة في احد المساجد شرق بغداد، على مصلّين جلّهم من الشباب الذين قاتلوا في سورية». الساعدي قال ل «الحياة» إن «هناك قراءة خاطئة لمواقف مرجعية النجف الأشرف، تجاه المشكلة في سورية، من اميركا وأنظمة حليفة لها دفعتهم الى تصور وجود انقسام وجفوة مع قم تجعل من الشيعة لقمة سائغة بذريعة إسقاط نظام الاسد». وكشف: «هناك مشروع جديد يجرى الإعداد له وهو في مراحله الاخيرة يبدأ بتنسيق عمل جميع الجهات والأشخاص من رجال الدين الذين شاركوا في حماية مرقد السيدة زينب، من العراق ولبنان واليمن والبحرين وإيران، وربطها برجال دين حصلوا على درجة الاجتهاد لتوحيد الجهد لمواجهة مرحلة ما بعد التدخل العسكري الاستعماري في سورية». وكانت مجموعة «النجباء» التي تضم كتائب عدة من المقاتلين الشيعة، هددت في بيان الشهر الحالي بضرب مصالح اميركا ومنشآتها في العراق والمنطقة في حال توجيه ضربة عسكرية في سورية. ويرى رجل دين شارك القوات الاميركية ضمن صفوف جيش المهدي في بغداد والنجف وجنوب العراق، وهو يقوم بإرسال مقاتلين الى سورية «لحماية مرقد السيدة زينب» ما يجري الآن هناك بأنه «وضع يشبه تماماً ما حصل للعراق بعد احتلاله في نيسان (ابريل) 2003 عندما عقد الاخوان المسلمون صفقة مزدوجة مع بقايا النظام السابق والحركة السلفية التكفيرية التي تصدت في شكل مباشر للعمل العسكري تحت ذريعة مقاومة الاحتلال متخذة من الإخوان والبعثيين حاضنة سياسية ولوجستية، هو يجري الآن في سورية بتحويل هذه الرقعة الى مسرح من الفوضى وبازار للمرتزقة الذين سلبوا الشعب فرصته بالخلاص من نظام جائر بائد لا يستحق البقاء في السلطة حتى ساعات، بهدف تغيير ديموغرافية المنطقة ورسم جغرافية سياسية جديدة تنهي فوبيا الهلال الشيعي (طهران - بغداد - دمشق - بيروت)». واستدرك: «هناك تفهم كبير وشبه إجماع بين القوى الشيعية الدينية والسياسية على ان المعركة الطائفية في المنطقة ستطل برأسها من سورية، وأن قوى عالمية تعمل جاهدة على الدفع بهذا الاتجاه»، وأضاف محذراً: «ان على اهل الحكمة والعقل إبعاد بارود السياسة عن آبار النفط». وتابع الساعدي: «الحرب في سورية في حال تطورت ستكون معركة الشيعة مع الإخوان على مضائق المنطقة». وقال: «هناك دعوات يطلقها رجال دين شيعة وهم مراجع من الخط الثاني الى ايجاد توازن رعب يتمثل بتطوير عمل التشكيلات الشيعية التي تقاتل الآن في سورية وتنظيمها في شكل افضل واستغلالها في الصراعات الطائفية، ما يعني ان ألوية ابو الفضل العباس والنجباء وذو الفقار والهاشميات وسيد الشهداء وغيرها ستجدها في يوم من الايام تقاتل في البحرين او اليمن لدعم الحوثيين او في مصر إن عاد الإخوان لنصرة الشيعة او بذريعة حماية المقامات والمراقد المقدسة فيها وقد تراها في يوم ما تطبق مع ايران على مضيق هرمز وتمد نفوذ الحوثيين حتى باب المندب وتتمكن من موطئ قدم في سيناء لتهدد قناة السويس». ولفت الساعدي الى ان «تجربة القتال في سورية (اي الميليشيات الشيعية) منحتنا خبرة في التعبئة والتجييش باتجاه معين ويمكن الاستفادة منها بفتح ساحة المعركة لتشمل بؤراً عدة جاهزة للتفجر في اي وقت في منطقة الخليج ودول اقليمية اخرى». ويرى المحلل السياسي، احمد العضاض، ان «مفاهيم الصراع اختلفت عما هي عليه قبل 2003 وانعطفت اكثر بعد إسقاط نظام القذافي واهتزت الخريطة السياسية الى درجة انها افقدت اكبر دول العالم سيطرتها على حلفائها وتجرعت من كأسهم مرارة السم». ويزعم ان «مخططات الإخوان المسلمين، وفق قراءتنا تمتد من الضفة الغربية الى مضيق هرمز من خلال إسقاط انظمة في المنطقة للسيطرة على ثرواتها النفطية واستخدامها لتنفيذ مخططهم العالمي، ما يوفر لهم الهيمنة على عقد مواصلات الطاقة المتجهة الى الغرب (الكافر) كما يسمونه. مروراً بإقامة منطقة غير آمنة على الجهة الشرقية لباب المندب لتتلاقى مع مشروعهم السياسي في مصر واختطاف قناة السويس، ما يوفر لهم فرصة لخنق طرق إمداد الشيعة في ايران والعراق».