أكد السفير الأميركي السابق لدى سورية ادوارد دجيرجيان ل "الحياة" أن الضربة العسكرية المحتملة لقوات نظام الرئيس بشار الأسد قد تتم من دون موافقة الكونغرس وأنه «من الصعب جداً أن تؤدي الى انهيار النظام" وأنها على الأرجح ستؤدي الى «ردعه» وتغيير المعطيات على الأرض. وقال دجيرجيان، الذي يترأس «معهد جيمس بايكر للسياسة العامة» أن الأسد ما زال يملك «أوراقاً عدة» بينها دعم روسيا وإيران و»حزب الله». واعتبر ان ادارة الرئيس باراك اوباما تجري استشارات مكثفة مع أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب لحصد تفويض للتحرك عسكرية، وإن الرئيس يعمل على حشد تحالف دولي للخطوة. وأضاف أن خطاب أوباما من المكتب البيضاوي "هو مؤشر إلى أن القرار بات قريباً حول الضربة العسكرية في سورية. إنما هناك تطورات أخرى وموافقة الكونغرس أو اعتراضه قبل القرار الأخير». وسئل عن رأيه في توجيه ضربة عسكرية، فقال إن «التحرك العسكري وحده لا يصنع سياسة. يجب أن يكون هناك استراتيجية سياسية»، مضيفاً: «إذا كان التحرك العسكري مندمجاً مع استراتيجية سياسية تقود إلى حل سياسي، فأنا أؤيد خطوة هكذا». وقال: «ليس هناك حل عسكري اليوم للأزمة السورية، نحن في حاجة إلى ديبلوماسية جدية في سورية للعبور لمرحلة ما بعد الأسد». ووجه السفير السابق اللوم لإدارة أوباما لتأخرها في التحرك في الملف السوري، قائلاً: «كان لدى ادارة أوباما خيارات أفضل بكثير منذ عام أو عام ونصف للتأثير بالواقع على الأرض في سورية وخصوصاً مع المعارضة. نحن قدمنا في معهد بيكر توصيات للإدارة بأن تتحرك بحزم أكبر في التعرف على المعارضة المسلحة ومن ثم منحهم مساعدات عسكرية محدودة بهدف خلق توازن في ساحة المعركة». وأشار دجيرجيان الى أن "كل شهر خسرته الإدارة من دون التحرك فاقم الوضع، وساهم في الوصول الى أزمة اليوم واستخدام النظام للسلاح الكيماوي». ولم يوافق على مقارنة سورية ب «نموذج كوسوفو»، قائلاً ان العوامل مختلفة و»إذا تمت الضربة فسيكون لها تأثير في خلق توازن في ساحة المعركة وواقع عسكري في سورية قد يدفع باتجاه الحل السياسي». وأكد أن الضربة «ستكون محدودة النطاق وفي نفس الوقت ليست محدودة بالكامل كي يكون لديها أثر». غير دجيرجيان أوضح أن ليس هناك أي ضمانات لجهة نتائج الضربة، وأنها قد تنتهي بأن «التحرك العسكري قد يفاقم الوضع خصوصاً أن الأسد ما زال بحوزته بعض الأوراق مثل الجيش والاستخبارات ودعم من ايرانوروسيا والصين وحزب الله". وأضاف: «لديه أوراق ليلعبها ولذلك من الضروري أن يكون لأي تحرك عسكري مسار سياسي كجزء من الاستراتيجية». وسئل إذا كانت الضربة ستؤدي إلى تصدع النظام، فقال: «الأمر كثير الصعوبة لأن (الرئيس السوري) حافظ الأسد وضع نظاماً قوياً للحكم يتضمن الجيش والمخابرات والعلويين والنخبة في سورية. هذا النظام الذي ورثه بشار برهن عن أنه مرن. وإنما في نهاية المطاف ان الطريقة الوحيدة لتصدعه هو في تصدعه من الرأس ولا أعرف اذا كان هذا الأمر ممكناً من خلال الضربات». وتابع ان "النقطة الإيجابية هي في أن تؤدي الضربات الى ردع النظام ومعاقبته وأن يدفع ثمناً لاستخدامه السلاح الكيماوي»، مضيفاً ان الضربات يمكن أن ترسل رسالة قوية بأن النظام لم تعد يده مفتوحة عسكرياً وإذا تفاقم الوضع، سيكون هناك تحرك كما قد تساعد في خلق التوازن في ساحة المعركة بين النظام والمعارضة. وقال: «إذا تحسن موقف المعارضة السورية المعتدلة وليس الإسلاميين المتطرفين، فهذا قد يؤدي الى حل سياسي تبعاً لمبادئ بيان «جنيف»1 في العام الماضي. وعن فرص تنفيذ أوباما للضربة من دون موافقة الكونغرس، قال دجيرجيان: «هذا يعتمد على استشاراته المستمرة والجهود الدولية. لذلك فإن خطاب المكتب البيضاوي هو بغاية الأهمية». غير أنه قال: «الجواب المباشر هو نعم - يمكن أن ينفذ الضربة من دون موافقة الكونغرس- وهو يفضل غير ذلك إنما في النهاية لديه الصلاحية الكاملة للقيام بالضربة منفرداً».