رحب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس بإعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة أن فرنسا ستنتظر تقرير مفتشي الأممالمتحدة حول الأسلحة الكيماوية في سورية قبل الضربات المحتملة، وفق ما أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون. وقالت آشتون في ختام اجتماع وزراء الخارجية في فيلنيوس (ليتوانيا): «نرحب بشدة بتصريحات هولاند». وكان الرئيس الفرنسي أعلن أول من أمس أنه سينتظر تقرير مفتشي الأممالمتحدة حول الهجوم الكيماوي في سورية قبل توجيه أي ضربة إلى النظام السوري، مؤكداً أن فرنسا لن تضرب سوى أهداف عسكرية. وقال هولاند: «سننتظر تقرير المفتشين كما سننتظر تصويت الكونغرس» الأميركي. وترى معظم دول الاتحاد الأوروبي أن هذا التقرير يشكل فعلياً مرحلة أساسية يمكن أن تؤكد بشكل مستقل الاتهامات باستخدام غاز سام، كما تأمل واشنطن وباريس في أن يساهم هذا التقرير في رفع تحفظات بعض الحكومات المترددة في المشاركة في الضربة على أساس معلومات أجهزة الاستخبارات فقط. وتنتظر الأسرة الدولية أن تنشر الأممالمتحدة في موعد لم يحدد بعد، تقرير خبرائها الذين حققوا في ضواحي دمشق التي شهدت الهجمات الكيماوية. إلى ذلك، كشف استطلاع للرأي أجراه معهد «ايفوب» لصحيفة «الفيغارو» ونشرت نتائجه أمس، أن أكثر من اثنين من كل ثلاثة فرنسيين يعارضون مشاركة فرنسا في تدخل عسكري دولي في سورية. ورداً على سؤال «هل تؤيد أم تعارض تدخلاً عسكرياً دولياً في سوريا؟»، قال 64 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع إنهم يعارضون هذا التحرك، مقابل 45 بالمئة في 29 آب (أغسطس). وقال 68% إنهم يعارضون مشاركة فرنسا في أي ضربة. ولم يعد يؤيد هذه الضربة سوى 36 بالمئة مقابل 55 بالمئة في 29 آب (أغسطس)، و45 بالمئة من هؤلاء المعارضين من مؤيدي اليسار، و75 بالمئة من أنصار الاتحاد من أجل حركة شعبية أكبر، حزب يميني معارض، و77 بالمئة من مؤيدي الجبهة الوطنية (يمين متطرف). ورداً على سؤال «اذا وجهت ضربة هل تؤيد أم تعارض مشاركة فرنسا فيها؟»، قال 68 بالمئة إنهم يعارضون، وهو ارتفاع قدره تسع نقاط عن النسبة التي سُجلت قبل نحو أسبوع. ويؤيد 32 بالمئة مشاركة فرنسا مقابل 41 بالمئة في نهاية آب (أغسطس). واجري الاستطلاع على عينة شملت 972 شخصاً من الفرنسيين الذين تجاوزت أعمارهم 18 عاماً. من جهة أخرى، وجّه هولاند انتقاداً إلى الطريقة الساخرة التي نشرت فيها صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد أطلق خلالها تحذيرات باستهداف «مصالح فرنسا». وخلال مؤتمر صحافي في سان بطرسبورغ على هامش مشاركته في قمة العشرين، قال هولاند: «لا يسعنا شكر لوفيغارو كفاية على حسها المدني بالسماح بتنوير الرأي العام في مقابلة مع هذا الديكتاتور. الآن، بتنا نعلم أنه يريد تصفية معارضيه». وكانت صحيفة لوفيغارو نشرت الثلثاء مقابلة مع الرئيس بشار الأسد أثارت استياء في الأليزيه، وهو ما عبرت عنه أوساط مقربة من الرئيس الفرنسي. وأكد هولاند أنه «خرج أكثر قوة في تصميمه» على مواجهة الرئيس السوري بعد المقابلة التي نشرتها «لوفيغارو».